«بوجود وزير يهودي متطرف للخارجية الإسرائيلية اسمه افيجور ليبربمان من الصعوبة بمكان إيجاد أفق حقيقي وجاد لإعادة بعث عملية السلام في الشرق الأوسط المجمدة منذ عدة سنوات»، هكذا يرى الفلسطينيون مستقبل المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وانسداد آفاق العملية السلمية، ورغم ذلك فإنهم يحاولون جهدهم للحصول على دعم عربي ويراهنون على الإجماع لمواجهة الصلف الإسرائيلي وانحياز الوسيط الأمريكي غير النزيه والذي يحاول على استحياء لإعادة مسار العملية السلمية عبر الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لتل أبيب. الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي طلب عقد اجتماع غير عادي لوزراء الخارجية العرب السبت المقبل للنظر في مستجدات القضية الفلسطينية ومسار المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يشارك فيه، سيقدم تقريرا مفصلا للوزراء حول تطورات هذه المفاوضات والخطوات الواجب اتخاذها مستقبلا خاصة بعد رفضه للخطة الأمنية التي عرضها وزير الخارجية الأمريكي كيري في إطار جهوده من أجل دفع مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية والتي تنص على إبقاء وجود عسكري إسرائيلي في غور الأردن. وسيشدد عباس بحسب مصادر فلسطينية في اجتماع القاهرة على الموقف الفلسطيني الثابت حول إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ومتصلة على حدود 1967 حسب القانون الدولي والشرعية الدولية والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية ووقف الاستيطان أولا. وتشير مصادر الجامعة العربية أن وزراء الخارجية العرب سيرفضون في اجتماع القاهرة الاقتراحات التي حملها وزير الخارجية الأمريكي كيري لعباس والتي تتضمن ترتيبات أمنية في غور الأردن حيث يطالب نتنياهو في حال إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، بالحفاظ على انتشار عسكري إسرائيلي على طول الحدود مع الأردن وسيدعمون الموقف الفلسطيني حيال ضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطييني المشروعة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية. وإذا رغبت إسرائيل في العيش في سلام حقيقي والحصول على الأمن الشامل لشعبها، فعليها القبول بإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل وعدم تجاهل تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الذي ما زال يعيش رهن الاحتلال الإسرائيلي البغيض منذ عدة عقود. وإلا فإن دورة المفاوضات غير المجدية ستستمر بلا جدوى وسيبقى السلام حبيس التطرف الإسرائيلي والانحيار الأمريكي.