انتهى خلاف بين بنجلاديشيين بوفاة أحدهما بعد أن تطور الأمر إلى شجار دام. الحادثة وقعت جنوبي جدة حيث تبلغت غرفة العمليات التابعة لدوريات الأمن بالعثور على جثة آسيوي مجهول، ولم تكشف المعاينة الأولية لموقع الجريمة عن أسباب الوفاة، وأفاد عدد من السكان بأن الحي تسكنه جاليات مختلفة غالبيتها من الجنسية البنجلاديشية. وباشر خبراء الأدلة الجنائية في الموقع ووضعوا حوله شريطا أصفر ومنعوا الدخول إلى مسرح الحادثة بهدف رفع البصمات وتحريز المتعلقات الموجودة في الموقع من أدلة وقرائن، والتي قد تساعد على كشف غموض الجريمة، فيما قام خبراء التصوير الجنائي بتصوير موقع الحادثة. وتسلمت شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة ملف التحقيق في الحادثة لكشف غموضها بعد أن تأكد لفريق التحقيق أن المتوفى بنجلاديشي الجنسية، وتم خلال ساعات معرفة مقر سكنه في حي غليل الشعبي، حيث نجح الفريق الأمني الذي تابعه مدير شرطة جدة اللواء عبدالله القحطاني وقاده مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي، في كشف هوية واسم المتوفى. خبير الطب الشرعي حضر بدوره إلى الموقع وكشف على الجثة ليؤكد أن الوفاة حدثت منذ فترة بسيطة، وأظهر وجود كدمات على جسد الضحية، مرجحا أن يكون تعرض للضرب أو الاعتداء، وهو ما يشير إلى وجود شبهة جنائية. وانطلقت فرق التحقيق من هذه الفرضية وشرعت في تطويق الموقع من كافة الجهات وسط عمليات تفتيش سريعة لعدد من المواقع التي يشتبه في ارتباطها بالحادثة، وتوسيع التحقيق على معارف المتوفى الذين أفادوا بوجود خلاف طائفي سياسي بينه وأحد الأشخاص من بني جلدته، مشيرين إلى أن هذا الخلاف الممتد بينهما من بلادهما قد يكون السبب في جريمة القتل، مضيفين أنهما دائمي الشجار حول الحزب الأحق بالحكم في بنجلاديش، وقد تشاجرا عدة مرات وتم فض الاشتباك بينهما. هذه المعلومات وضعت الشخص الآخر على رأس قائمة المشتبه بهم فتم تكثيف عمليات البحث عنه، وخلال ست ساعات توصل رجال وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس إلى عدة منازل تأكد لهم أن المشتبه به لجأ إليها للاختباء بها بانتظار اللحظة المناسبة، حيث كان يخطط للهرب عن طريق تسليم نفسه كمخالف لنظام الإقامة والعمل على أمل مغادرة البلاد، وتم بالفعل ضبطه مختبئا في أحد المنازل بحي غليل، واقتياده للتحقيق حيث أقر بجريمته، موضحا أنه شاهد الضحية يقف في أحد الطرقات الترابية، وقد بادره بكلمات مستفزة حول الوضع السياسي في بلدهما، فاحتد النقاش بينهما وتطور إلى شجار عنيف، فوجه إليه ضربة قوية أسقطته أرضا جثة هامدة. وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة جدة الملازم أول نواف البوق أن التحقيق مع الجاني سيكشف عن مسببات الحادثة، مضيفا «يجب على الإنسان أن يتمالك نفسه، ويعي أن عواقب الغضب غير مأمونة».. وشدد البوق على ضرورة الاستعانة بالجهات الأمنية المختصة في معالجة مثل هذه القضايا باللجوء إلى مراكز الشرط بدلا من التصادم الذي قد يندم الإنسان عليه بعد فوات الأوان.