تحفظت الجهات الأمنية في شرطة جدة على عدد من المشتبهين وأصحاب العلاقة، على خلفية مقتل مقيم من الجنسية البنجلاديشية في حي غليل الشعبي في جدة أمس الأول. وكانت الأجهزة الأمنية قد تلقت بلاغا من مقيم بنجلاديشي يدعى (إسحاق)، أفاد أنه عثر على مرافقه في السكن جثة هامدة بينما تظهر على جثته آثار طعنات، لتنتقل فرق أمنية متخصصة من مركز شرطة النزلتين إلى موقع الحادث فور ورود البلاغ. وبدأ خبراء وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في شعبة التحريات والبحث الجنائي في جمع الأدلة وفحص مسرح الجريمة؛ للكشف عن ملابسات الحادثة والغموض الذي يلفها، حيث واجه رجال التحقيق معوقات تمثلت في قلة المعلومات، وركون جيران القتيل إلى الصمت واختيارهم عدم الخوض في الحادثة، فيما أنكر بعضهم معرفتهم بسكان المنزل، كما لاحظ رجال الأمن فور دخولهم إلى مسرح الجريمة، آثارا لقطرات الماء على بعض الأدوات والسكاكين، وتجمعات للمياه في بعض المناطق، ما يشير إلى أن الموقع قد جرى تنظيفه وغسله. وأكد خبير الطب الشرعي الذي حضر إلى الموقع بعد معاينته الجثة، أن الوفاة حدثت منذ ساعات، مشيرا إلى أن الجثة باردة والدماء متخثرة في موقع الطعنات، مبينا أن التقرير النهائي سيصدر بعد الكشف الطبي الكامل على الجثة. الأجهزة الأمنية بدورها، استدعت المبلغ عن الحادثة، الذي أفاد أنه أحد سكان المنزل الذي يسكنه آخرون، مشيرا بإصبع الاتهام إلى أحدهم، ومؤكدا أن بينه وبين الضحية عداوة، وأنه هدده بالقتل في وقت سابق، وأضاف في محضر التحقيق أن عراكا نشب بين القتيل والمشتبه به، بعد أن صفعه الأول على وجهه، مؤكدا أنه حضر من عمله ووجد القتيل ممددا والدماء تنزف منه. وشرع رجال الأمن في تطويق الموقع من الجهات كافة، وسط عمليات تفتيش دقيقة ومداهمة لعدد من المواقع التي يشتبه بلجوء القاتل إليها، ووضعوا الشريط الأصفر على مسرح الجريمة مانعين الدخول إليه بهدف رفع البصمات وتحريز العديد من المتعلقات في الموقع، فيما التقط خبراء التصوير الجنائي صورا لموقع الحادثة، وجرى رفع الأدلة والقرائن كافة، فيما توافد خبراء التحقيق في شرطة جدة بمتابعة من مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، وقيادة ميدانية من مساعده للأمن الجنائي العميد محمد الجهني، الذي تواجد ميدانيا وأشرف على التحقيقات. وتبين أن المقتول من الجنسية البنجلادشية يدعى فياض الإسلام، في العقد الرابع من العمر، تبين أنه مصاب بطعنات عدة في منطقة البطن والصدر، وأن التحقيقات لا تزال تبحث صحة المعلومات التي أدلى بها صاحب البلاغ وملابسات الحادث وخلفياته، بينما لا تزال عمليات البحث جارية عن الشخص الذي أشير إلى علاقته بالجريمة، إضافة إلى البحث عن كافة الذين تربطهم علاقة مشبوهة مع القتيل، كما يجري التحقق عما إذا كان لأطراف القضية نشاطات مشبوهة. من جهته، أكد ل«عكاظ» الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر بن داخل الجعيد، أن الأجهزة الأمنية توصلت إلى معلومات مفيدة في سير التحقيقات الأولية، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تحفظت على عدد من الأشخاص الذين تربطهم علاقة بالقتيل، وأن التحقيقات لا تزال متواصلة في الحادث، مؤكدا أنه سيعلن قريبا عن نتائج التحقيق الذي «تتطلب المصلحة عدم الكشف عن مزيد من المعلومات بشأنه».