لم تمنع بواكير شتاء أبها من انطلاق مئات العائلات إلى مرتفعات السودة، على ارتفاع تسعة آلاف قدم، خلال الأيام الماضية من أجل التخييم والاستمتاع بمناظر السودة وسحب الضباب الكثيف التي حولت المكان إلى لوحة تضج بالحياة والجمال. كما ساعدت أجواء عطلة العيد في ارتفاع معدل الإقبال على السودة كأحد الخيارات المفضلة للتنزه، فيما أغرت الأجواء الرائعة عشاق التصوير لجلب كاميراتهم الخاصة والتجول على مدى ساعات والتقاط آلاف اللقطات للكثير من المناظر الخلابة وتوثيق نزهتهم. واعتبر عدد من المتنزهين في أحاديثهم ل«شمس» أن السودة حلت لهم مشكلة ارتفاع أسعار خدمات المشاتي في سهول تهامة والتي تستعد لاستقبال آلاف الزوار خلال فصل الشتاء، كما أنها قريبة من منازلهم وتوفر لهم زمنا ووقودا كثيرا، لكنهم أشاروا إلى أن المشاتي قد تكون الخيار الوحيد مهما ارتفعت أسعارها عندما يكشف البرد عن وجهه الحقيقي وتتحول السودة إلى قطعة من الثلج. ولم يقتصر الذهاب إلى السودة على العائلات فقط بل الشباب أيضا الذين أشار بعضهم إلى أنهم يذهبون مبكرا للاستمتاع بمناظر الضباب وهو يتشكل بأشكال خلابة ويعلو ويهبط بانسيابية شديدة، ونصب مخيماتهم. وقال سليمان الشهري إن السودة بما فيها من تنوع نباتي وصخري ومتنزهات وخدمات تعد خيارا جاذبا لكافة العائلات والأفراد للاستمتاع برحلات برية وتخييم وشواء دون أن يضطرون لتكبد المشاق وخسارة الكثير من المال من أجل الهبوط إلى المشاتي في تهامة، لافتا إلى أن العائلات تجدها أيضا فرصة لاصطحاب زوارها من الأقارب القادمين من مناطق أخرى، بعيدا عن أجواء المنازل الخانقة. وأضاف سند القحطاني أنه من المعتاد في مثل هذه الأوقات أن يتوجه الأهالي إلى سهول تهامة ولكن قرب السودة والضباب الكثيف فيها جعلها تظفر برصيد كبير من الزوار. أما محمد «طبيب هندي» فذكر أن مرتفعات السودة لا يشبهها أي موقع آخر على المستوى المحلي، وأيضا في كثير من الدول: «شتاء هذا العام كان متميزا فأوله بدأ مع عطلة العيد وكانت درجات الحرارة فيه معتدلة ومناسبة للتنزه». ويؤكد زميله عبدالرحمن «مهندس كمبيوتر» أن أطفاله يستمتعون كثيرا بالأجواء الضبابية والباردة، مضيفا أن عشقه للتصوير دفعه لأن يتجول بكاميرتين في سودة عسير إحداهما مخصصة للعائلة والأخرى للمناظر الطبيعية: «كثير من أصدقائي زاروا السودة بعد أن شاهدوا الصور التي التقطتها لها». وإضافة إلى كاميرتي المهندس عبدالرحمن فإن عشرات الكاميرات الأخرى كانت تتجول باحثة عن لقطات تستحق أن تبقى في الذاكرة، فبعض المتنزهين كان يكثر من التقاط صور أطفالهم وهم على المطلات وآخرون كانوا يكثرون من التقاط صور المناظر الطبيعية الخلابة التي تذخر بها السودة وكذلك صور العديد من قرود البابون التي تتجمع حول المكان طمعا في بقايا طعام أو لمجرد الفضول .