بدأت منطقة جازان في استقبال جميع زوارها القادمين عبر المنافذ البرية بالقهوة العربية، وتوزيع أكثر من 20 ألف غرسة بن مجانية عليهم، تزامنا مع مهرجان البن السنوي الأول الذي انطلقت فعالياته مساء أمس الأول في محافظة الداير بني مالك. يهدف المهرجان إلى دعم المزارعين في القطاع الجبلي وإعطائهم الفرصة لعرض منتجاتهم من خلاله، بالإضافة إلى التعريف بما يحظى به القطاع الجبلي من منتجات متعددة ومتنوعة ويتميز مهرجان البن بكونه مزيجا من الثقافة والفن والتسوق والترفيه والمتعة والسياحة في جبال الداير بني مالك، حيث تم حصر أشجار البن في القطاع الجبلي بأكثر من 70 ألف شجرة، منها أربعة وخمسون ألف شجرة في مزارع محافظة الداير، ويعتبر المنتج في هذه المزارع من أجود أنواع البن على مستوى العالم، حسب نتائج البحوث والدراسات التي أجريت عليه. وتعد هذه الخاصية مصدرا مشجعا للمنتجين في زيادة إنتاجهم وللمستهلكين في ناحية اختيار الأجود لاستهلاكهم. ويطلق مسمى البن العربي على نبتة البن، وهي شجرة استوائية تتميز بعرفها منذ القدم، ويعتبر منشؤها الأصلي جنوب الجزيرة العربية وشرق أفريقيا، حيث كانت تستخدم كمكسرات ومشروب ودواء. ويعد البن ثاني أكبر منتج متداول عالميا بعد البترول ومن أشهر أنواع القهوة (القهوة العربية، قهوة القشر، القهوة التركية، القهوة الإيرلندية، القهوة الأمريكية، قهوة فينا، قهوة الحليب، قهوة الشاي، الموكا، الكابتشينو.) وتعد قهوة البن في الجزيرة العربية رمزا للأصالة والكرم وارتبطت بها العادات والتقاليد وأدبيات السمر والمطالعة والإنتاج الفكري ولا يخلو مجلس من دلة قهوة تدار للضيوف ولهم فيها فنون في التقديم والاستقبال تختلف من منطقة إلى أخرى. وقال المزارع جابر فرحان المالكي 55 عاما: إن البن الذي يزرع في جبال جازان يعتبر من أجود أنواع البن العربي، وهو ما يعرف بالبن الخولاني وتختلف جودته وفقا للظروف الطبيعية من درجة الارتفاع وجودة التربة وتعرضة للشمس والرياح . ويتميز البن الخولاني بسلالته المعروفة بالعنثري الذي يعتمد على ماء الأمطار ولا يحتاج للسقيا، وقال: إنه يتم بذر البذور الجيدة والاعتناء بها إلى أن يصل طول الشتلة بين 20 50 سم ثم تنقل للمكان المعد لغرسها، حيث يتم الغراس في موسم البرد الذي يلي موسم الحصاد، فيما يعرف عند المزارعين ب «المركد» وهو نجم القلب الذي يبدأ في التاسع والعشرين من برج القوس الموافق للعشرين من شهر ديسمبر من كل عام.