وعرفت جبال جازان بإنتاج أجود أنواع البن العربي وهو ما يعرف باسم (البن الخولاني) حيث تنتشر مزارعه على المدرجات الجبلية في مزارع متراصة صغيرة المساحة وتتنوع جودته وفقا للظروف الطبيعية من درجة الارتفاع وجودة التربة وتعرضه للشمس والرياح ويتميز البن الخولاني بسلالته المعروفة ب (العنثري) الذي يعتمد على ماء الأمطار ولا يحتاج للسقيا . وتجري العناية به بدءا من اختيار التربة الطينية الصفراء الغنية حيث تبذر البذور الجيدة المنتقاة ويعنى بها حتى يصل طول الشتلة (20 50 سم) ثم تنقل للمكان المعد لغرسها حيث يتم الغراس في موسم البرد الذي يلي موسم الحصاد فيما يعرف لدى المزارعين ب (المَرْكِد) وهو نجم القلب الذي يبدأ في التاسع والعشرين من برج القوس الموافق للعشرين من شهر ديسمبر كانون الأول من كل عام . ويراعى التجاور بين كل (غريسة) وأخرى بمسافة تتراوح بين (3 4 م) ولا تسقى الا في المرة الأولى لغرسها وتحتاج من (3 4) سنوات لتصبح شجرة مثمرة . وشجرة البن تعمر طويلا إذ يفوق عمرها المئة سنة وعودها ذو لون بني مائل للصفرة وتغطي الشجرة مساحة قطرها أربعة أمتار وارتفاع سبعة أمتار وهي دائمة الخضرة طوال العام وتحتاج شجرة البن لعناية خاصة بعد موسم الجني لتخليصها من الفروع اليابسة وهو ما يعرف لدى المزارعين ب (الحطب) لإعداد الشجر لموسم الثمر بأغصان أكثر قوة كما تحتاج التربة للتقليب مرة واحدة في السنة لتفتيحها وتجديدها بما يعرف عند المزارعين ب (الفَرْس) . وتبدأ الشجر دورة الانتاج بمرحلة الزهر حيث تخرج أزهار البن بيضاء جميلة تكسو المكان روعة ولها رائحة عطرية شذية تملأ الأجواء نشوة وسرورا ولكنها سرعان ما تذبل لتبدأ الثمرة في التشكل خضراء صغيرة تستمر في النمو وتتحول للنضج تدريجيا إلى اللون الأحمر فتكسو الشجرة جمالا بتعانق ألوان الثمر الأحمر بألوان الورق الأخضر في منظر مبهر غاية في الجمال يؤذن بموسم جني غلة البن فيما يعرف بموسم (الجَنْي أو الجِنَاء) لدى مزارعي البن . ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)