استمرت أعمال العنف شبه اليومية في ليبيا أمس، وسط صراع بين المليشيات المسلحة والقوات النظامية التي تحاول إنهاء مظاهر التسلح. واعتبر وزير الثقافة والمجتمع المدني في الحكومة الليبية المؤقتة الحبيب الأمين، أن ما حدث في بنغازي ودرنة «حالة من الممارسة العنفية بغرض الإرهاب والمراد فرضها على المشهد السياسي ممثلا في الدولة لتعطيلها ولوي قراراتها وهدر هيبتها». وقال الوزير إنه «عمل إجرامي مستنكر قصد به ترويع المجمع المدني وتخريس أصوات الناهضين بمطلبية الأمن للبلاد وإلغاء كافة المظاهر والتشكيلات المسلحة وحملة السلاح خارج الشرعية». وأضاف أن الاعتداء على المجتمع الليبي يهدف لتخويفه وإسكات صوته كقوة ثالثة، مؤكدا أن المجتمع المدني الذي أجمع على ضرورة إنهاء السلاح المسيس والمرجعيات المسلحة والأبوية على خياراته ومراده بقيام دولة المؤسسات والقانون وبحماية حياته وأملاكه وحرياته بمؤسستي الجيش والشرطة. وقتل عسكري في الجيش الليبي برصاص مجهولين في بنغازي، فيما هاجم مجهولون آخرون مقرا للجيش في المدينة ومقرا آخر لمنظمات المجتمع المدني في مدينة درنة أمس، دون أن يسفر الهجومان عن سقوط ضحايا، وأفاد مسؤول أمني ومصدر محلي، أن مجهولين أطلقوا وابلا من الرصاص على الجندي محمد الشكري الورفلي أمام بيته وأردوه قتيلا. وقال إن مجهولين آخرين استهدفوا نقطة تابعة للقوات الخاصة والصاعقة متمركزة بزاوية السور الشرقي الأمامي لثكنة هذه القوات وتحديدا فيما يعرف بمفترق أرض الكواديك. وشهدت بنغازي أمس الأول مقتل جندي وشرطي برصاص مجهولين. وفي مدينة درنة أدى انفجار عبوة ناسفة وضعها مجهولون في الساعات الأولى من صباح أمس، إلى تدمير كبير لمقر شبكة منظمات المجتمع المدني في مدينة درنة شرق ليبيا. وأضاف مصدر أمني، أن مقر الشبكة يقع في عمارة مأهولة بالسكان، وأن حريقا شب في المبنى وهرع المواطنون الذي أصيبوا بحالة من الهلع الشديد لإخماده.