على وقع استمرار العنف اليومي جراء صراع الميليشيات المسلحة والقوات النظامية التي تحاول إنهاء مظاهر التسلح وفرض سيطرتها على كامل التراب الليبي، انطلقت صباح أمس، في عدد من مناطق شرق ليبيا وجنوبها عملية انتخاب المجالس البلدية، لتختم هذه العملية الديموقراطية شهراً حافلاً بالأحداث الدامية كان آخرها مقتل جندي برصاص مجهولين في بنغازي، في حين هاجم مسلحون مقراً للجيش في المدينة ومقراً لمنظمات المجتمع المدني في مدينة درنة (شرق). وأكد عضو اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية المهدي البهلول أن «عملية انتخابات المجالس البلدية في مرحلتها الأولى بدأت صباح السبت في أربعة مدن هي شحات، والبيضاء (شرق) وتازربو، وبنت بية (جنوب). وتأتي انتخابات المجالس البلدية لتحل محل ما عُرف بالمجالس المحلية التي اختير أعضاؤها بالتوافق على غرار المجلس الوطني الانتقالي السابق، الذي ظهر عقب اندلاع ثورة 17 شباط (فبراير) 2011 التي أنهت حكم العقيد الراحل معمر القذافي. وستضم مجالس البلديات وفقاً لقرار الحكومة سبعة أعضاء من بينهم رئيس المجلس البلدي على أن يكون من بين هؤلاء السبعة ممثل عن الثوار السابقين الذين فقدوا أحد أطرافهم خلال «حرب التحرير» إضافةً إلى مقعد للمرأة. وكانت الحكومة الليبية الموقتة أصدرت قراراً بإنشاء البلديات وألحقتها بوزارة الحكم المحلي. وقسّم هذا القرار مدن ليبيا وقراها إلى مئة وبلديتين سيتم تجميع عدد منها لاحقاً في محافظات. في غضون ذلك، استمر مسلسل العنف شبه اليومي الذي يستهدف القوات النظامية. وذكر مصدر أمني أن «مجهولين أطلقوا وابلاً من الرصاص على الجندي محمد الشكري الورفلي ليل الجمعة السبت أمام بيته في منطقة بوهديمة في مدينة بنغازي وأردوه قتيلاً». وزاد المصدر أن «مجهولين آخرين استهدفوا في الساعات الأولى من صباح السبت نقطة تابعة للقوات الخاصة والصاعقة على مفترق أرض الكواديك». وأضاف أن «المهاجمين استخدموا حقيبة لغم مضاد للدبابات، وأطلقوا وابلاً من الرصاص على واجهة الثكنة من داخل المنطقة السكنية، وقذائف (آر بي جي) على الدورية المتمركزة أمام المقر». من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني ليبي آخر بأن «مجهولين وضعوا عبوة ناسفة في مقر شبكة منظمات المجتمع المدني في مدينة درنة شرق ليبيا في الساعات الأولى من صباح السبت ما أدى انفجارها إلى تدمير كبير في المبنى». واستنكر وزير الثقافة والمجتمع المدني في الحكومة الليبية الموقتة الحبيب الأمين، الحادثة قائلاً: «إنه عمل إجرامي مستنكر بهدف ترويع المجمع المدني واسكات أصوات المطالبين بإحلال الأمن في البلاد وإلغاء المظاهر المسلحة خارج الشرعية». إلى ذلك، صرح الناطق الرسمي باسم شبكة منظمات المجتمع المدني بأن «أهالي مدينة درنة تلقوا تهديداً الجمعة أثناء خروجهم من المسجد بعد صلاة الظهر، بوجود ملصقات على حائط المساجد تهدد من يخرج في تظاهرة ضد الاسلاميين (المتطرفين)». وأشار إلى أن «من يهدد هم جماعة تسمي نفسها سرية أبو بكر الصديق، كانت تبنت عدداً من عمليات الاغتيال والتفجيرات في المدينة خلال الفترة الماضية».