استمرت أعمال العنف في ليبيا أمس وسط صراع بين المليشيات المسلحة والقوات النظامية التي تحاول إنهاء مظاهر التسلح، حيث قتل جندي في الجيش برصاص مجهولين في بنغازي فيما هاجم مسلحون مقرا للجيش في المدينة ومقرا لمنظمات المجتمع المدني في درنة (شرق). واعتبر وزير الثقافة والمجتمع المدني في الحكومة الليبية المؤقتة الحبيب الأمين أن ما حدث في بنغازي ودرنة "حالة من الممارسة العنفية بغرض الإرهاب والمراد فرضها على المشهد السياسي ممثلا في الدولة لتعطيلها وليّ قراراتها وهدر هيبتها". وقال مصدر أمني إن "مجهولين أطلقوا وابلا من الرصاص على الجندي محمد الشكري الورفلي ليل الجمعة السبت أمام بيته في منطقة بوهديمة في مدينة بنغازي وأردوه قتيلا". وأضاف أن "الورفلي كان أحد منتسبي اللواء الأول مشاة سابقاً، ومن ثم انتقل للعمل منتسبا للقوات الخاصة والصاعقة في الجيش الليبي". وتابع المصدر أن "مجهولين آخرين استهدفوا في الساعات الأولى من صباح أمس نقطة تابعة للقوات الخاصة والصاعقة متمركزة في زاوية السور الشرقي الأمامي لثكنة هذه القوات وتحديدا فيما يعرف بمفترق أرض الكواديك". واستطرد أن "هؤلاء المهاجمين استخدموا حقيبة لغم مضاد للدبابات، وأطلقوا وابلا من الرصاص موجه بعدد من الرشاشات على واجهة الثكنة من داخل المنطقة السكنية، وقواذف (آر بي جي) على الدورية المتمركزة أمام المقر". وأشار إلى أن "وحدات الحراسة والدوريات المتحصنة في عربات مدرعة ردت على مصادر النيران باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة مما أجبر المهاجمين على الفرار". وفي مدينة درنة أدى انفجار عبوة ناسفة وضعها مجهولون في الساعات الأولى من صباح أمس إلى تدمير كبير لمقر شبكة منظمات المجتمع المدني في المدينة، على ما أفاد مسؤول محلي. وقال المسؤول إن "مجهولين وضعوا عبوة ناسفة في مقر شبكة منظمات المجتمع المدني في مدينة درنة شرق ليبيا في الساعات الأولى من صباح أمس مما أدى انفجارها إلى تدمير كبير للمبنى". وأضاف أن "مقر الشبكة يقع في عمارة مأهولة بالسكان في منطقة ذيل الوادي بالمدينة فيما يعرف بمكتب (بوحمرا) وأن حريقا شب في المبنى وهرع المواطنون الذي أصيبوا بحالة من الهلع الشديد لإخماده". وأشار إلى أن "شبكة منظمات المجتمع المدني في درنة والتي تتبع لوزارة الثقافة والمجتمع المدني تضم في عضويتها أكثر من 70 منظمة ومؤسسة وجمعية أهلية مختلفة المناشط والتخصصات". من جهته قال المتحدث الرسمي باسم الشبكة عبدالباسط بوذهب إنها "لم تكن المرة الأولى التي يتعرض فيها مقر الشبكة للاستهداف، في الفترة الماضية جرى إطلاق نار كثيف على المقر وتمت صيانته وعاد إلى العمل". وأضاف أن "أهالي درنة تلقوا تهديدا أثناء خروجهم من المسجد بعد صلاة الجمعة، وذلك بوجود ملصقات على حائط المساجد تهدد من يخرج في مظاهرة ضد الإسلاميين (المتطرفين)". وأشار إلى أن "من يهدد هم جماعة تسمي نفسها (سرية أبو بكر الصديق) كانت قد تبنت عددا من عمليات الاغتيال والتفجيرات في المدينة خلال الفترة الماضية". في غضون ذلك، أعلنت اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية أن أول انتخابات للمجالس بدأت أمس في أربع مدن هي شحات والبيضاء (شرق) وتازربو وبنت بية (جنوب)، وهي المدن التي وقع عليها الاختيار لتكون فاتحة للعملية الانتخابية الخاصة بالمجالس البلدية في ليبيا.