استمرت أعمال العنف شبه اليومية في ليبيا وسط صراع بين المليشيات المسلحة والقوات النظامية التي تحاول إنهاء مظاهر التسلح، وقتل عسكري في الجيش برصاص مجهولين في بنغازي فيما هاجم مسلحون مقراً للجيش في المدينة ومقراً لمنظمات المجتمع المدني في مدينة درنة (شرق). واعتبر وزير الثقافة والمجتمع المدني في الحكومة الليبية الموقتة الحبيب الامين ان "ما حدث ببنغازي ودرنة اليوم حالة من الممارسة العنفية بغرض الارهاب والمراد فرضها على المشهد السياسي ممثلاً في الدولة لتعطيلها ولوي قراراتها وهدر هيبتها". وقال مصدر أمني إن "مجهولين أطلقوا وابلا من الرصاص على الجندي محمد الشكري الورفلي ليل الجمعة السبت أمام بيته في منطقة بوهديمة في مدينة بنغازي وأردوه قتيلاً". وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكره أن "الورفلي كان أحد منتسبي اللواء الأول مشاة سابقاً، ومن ثم انتقل للعمل منتسبا للقوات الخاصة والصاعقة في الجيش الليبي". وقال المصدر إن "مجهولين آخرين استهدفوا في الساعات الاولى من صباح السبت نقطة تابعة للقوات الخاصة والصاعقة متمركزة بزاوية السور الشرقي الامامي لثكنة هذه القوات وتحديدا فيما يعرف بمفترق أرض الكواديك". وأضاف أن "هؤلاء المهاجمون استخدموا حقيبة لغم مضاد للدبابات، وأطلقوا وابلا من الرصاص موجه بعدد من الرشاشات على واجهة الثكنة من داخل المنطقة السكنية، وقواذف (آر بي جي) على الدورية المتمركزة أمام المقر". وأشار إلى أن "وحدات الحراسة والدوريات المتحصنة في عربات مدرعة ردت على مصادر النيران باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة ما أجبرت المهاجمين على الفرار". وشهدت بنغازي الجمعة مقتل جندي وشرطي برصاص مجهولين اضافة الى جرح شخص وأصابة ثلاثة آخرين بحالات إغماء جراء إلقاء مجهول قنبلة يدوية الصنع بالقرب من مظاهرة سلمية في مدينة بنغازي شرق ليبيا أقيمت لدعم الجيش والشرطة ونبذ المظاهر المسلحة في المدينة وفق ما أفاد مراسل فرانس برس. ووقعت الإثنين الماضي في بنغازي مواجهات دامية راح على إثرها 7 قتلى وقرابة الخمسين جريحا بين جماعة أنصار الشريعة السلفية الجهادية والقوات الخاصة في الجيش الليبي، تبعها عدة هجمات على الجيش منذ ذلك الحين راح ضحيتها أكثر من عشرة أشخاص آخرين من العسكريين. وفي مدينة درنة أدى انفجار عبوة ناسفة وضعها مجهولون في الساعات الاولى من صباح السبت إلى تدمير كبير لمقر شبكة منظمات المجتمع المدني في مدينة درنة شرق ليبيا على ما أفاد مسؤول محلي في المدينة وكالة فرانس برس. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن "مجهولين وضعوا عبوة ناسفة في مقر شبكة منظمات المجتمع المدني في مدينة درنة شرق ليبيا في الساعات الأولى من صباح السبت ما أدى انفجارها إلى تدمير كبير للمبنى". وأضاف المصدر أن "مقر الشبكة يقع في عمارة مأهولة بالسكان في منطقة ذيل الوادي في المدينة فيما يعرف بمكتب (بوحمرا) وأن حريقا شب في المبنى وهرع المواطنون الذي أصيبوا بحالة من الهلع الشديد لإخماده". وأشار إلى أن "شبكة منظمات المجتمع المدني في مدينة درنة والتي تتبع لوزارة الثقافة والمجتمع المدني تضم في عضويتها أكثر من 70 منظمة ومؤسسة وجمعية أهلية مختلفة المناشط والتخصصات". وقال وزير الثقافة والمجتمع المدني في الحكومة الليبية المؤقتة الحبيب الامين لفرانس برس مستنكرا الحادثة إنه "عمل إجرامي مستنكر قصد به ترويع المجمع المدني وتخريس أصوات الناهضين بمطلبية الأمن للبلاد وإلغاء كافة المظاهر والتشكيلات المسلحة وحملة السلاح خارج الشرعية". وأضاف أن "ما حدث ببنغازي ودرنة اليوم من اعتداء على مقر شبكة منظمات المجمع المدني يمثل حالة من الممارسة العنفية بغرض الإرهاب والمراد فرضها على المشهد السياسي ممثلا في الدولة لتعطيلها ولوي قراراتها وهدر هيبتها". وتابع الأمين "أن الاعتداء على المجتمع الليبي يهدف لتخويفه وإسكات صوته كقوة ثالثة (...) المجتمع المدني الذي أجمع على ضرورة إنهاء السلاح المسيس والمرجعيات المسلحة والأبوية على خياراته ومراده بقيام دولة المؤسسات والقانون وبحماية حياته وأملاكه وحرياته بمؤسستي الجيش والشرطة". من جهته قال المتحدث الرسمي باسم الشبكة عبد الباسط بوذهب إنها "لم تكن المرة الأولي التي يتعرض فيها مقر الشبكة للاستهداف (...) الفترة الماضية جرى إطلاق نار كثيف على المقر وتمت صيانته وعاد للعمل". وأضاف أن "أهالي مدينة درنة قد تلقوا تهديدا صباح الجمعة أثناء خروجهم من المسجد بعد صلاة الظهر وذلك بوجود ملصقات على حائط المساجد تهدد من يخرج في مظاهرة ضد الإسلاميين (المتطرفين)". وأشار إلى أن "من يهدد هم جماعة تسمي نفسها (سرية أبو بكر الصديق) كانت قد تبنت عددا من عمليات الاغتيال والتفجيرات في المدينة خلال الفترة الماضية".