أجبر مشهد تساقط المطر وحبات البرد المصحوبة بصوت الرعد الذي تواصل خلال الأيام الثلاثة الماضية وأوجد أجواءً ربيعية باكرة في مدينة حائل أعداداً كبيرة من العوائل والعزاب إلى هجرة جماعية إلى المتنزهات البرية والتلال الرملية في أطراف المدينة وقراها. وانبعثت رائحة الشواء من هذه الأماكن خصوصاً أن كثيراً فضلوا تناول الغداء خارج المنازل، استمتاعاً بالمناظر الجميلة على رغم برودة الأجواء، وهذا ما دفع عبدالله الخالد (21 عاماً) إلى تشبيه أجواء «عروس الشمال» الحالية بأجواء أوروبا، بقوله: «نحن نعيش جواً أوروبياً مقارنة بغيرنا من سكان باقي المدن السعودية من أجواء متقلبة بين الحرارة والبرودة»، مشيداً بجهود أمانة حائل في نشر عمال النظافة لتنظيف المتنزهات البرية من مخلفات الأمطار ليتسنى للأسر الاستمتاع ب«طلعات البر». ورصدت «الحياة» خلال جولتها على الطريق المؤدي إلى متنزه مشار ونفود قنا وطريق حائل - الجوف حضوراً كبيراً للأهالي، إذ أغرت السماء الملبدة بغيوم تخترقها خيوط أشعة الشمس وقطرات الأمطار الأهالي بالخروج مع أسرهم، واحتمت عوائل كثيرة بأشجار الأثل في متنزه مشار، بينما فضل كثير من المراهقين كثبان رمال قنا على طريق جبة لممارسة الاستعراض بسياراتهم ذات الدفع الرباعي أو حتى السيارات العادية بعد تفريغ إطاراتها من الهواء لتتمكن من صعود الكثبان العالية المعروف بين أوساط شبان حائل ب«طلعة خمسين». في حين حرك تساقط الأمطار بغزارة الوضع في المخيمات المنتشرة بكثافة على طريق حائل - جبة، خصوصاً أن تلك الأجواء الماطرة تزامنت مع إجازة نهاية الأسبوع، كما أكد عدد من أصحاب المخيمات البرية أن الإقبال عليها منقطع النظير، خصوصاً وأن الكثير من المخيمات أصبحت «محجوزة» بالكامل خلال عطلة نهاية الأسبوع. ... وزخات المطر تغسل شوارع «عروس الشمال» وكأنها قررت إراحة عمال النظافة من عناء العمل خلال اليومين الماضيين، غسلت الأمطار «الغزيرة» شوارع مدن منطقة حائل، فيما علا صوت الرعد وأنار البرق ليلها في أول أيام إجازة نهاية الأسبوع أمس. وفيما تحولت بعض شوارع حائل إلى برك مياه متجمعة استبشر الكثيرون بزخات المطر الهاطلة متوقعين «موسماً ماطراً»، وخصوصاً عشاق الرحلات البرية الذين كانوا ينتظرون هطول المطر للخروج إلى البر في نزهات صحراوية في إجازة نهاية الأسبوع، انتشرت فرق من أمانة منطقة حائل في الشوارع لإزالة مخلفات الأمطار الغزيرة من الشوارع والطرقات، فيما سجلت الدوريات الأمنية انتشاراً كثيفاً كان مخططاً له لتنظيم حركة السير وفك الاختناقات المرورية التي قد تصاحب مثل هذه الأجواء. وبذل رجال الأمن جهوداً كبيرة لضمان انسيابية حركة السير مع هطول الأمطار وتجمعات المياه في الشوارع.