في الوقت الذي عاد فيه نبض الهدوء إلى حي منفوحة جنوبي الرياض بعد أحداث الشغب والتخريب التي أحدثها بعض المخالفين من الإثيوبيين أمس الأول، فإن الجهات المختصة فرضت سيطرتها على الحي، فيما تتولى الأجهزة الأمنية التحقق من المخالفين من نفس الجنسية الذين يسلمون أنفسهم. «عكاظ» تجولت في حي منفوحة أمس وتسللت إلى الشوارع الخلفية والمواقع التي شهدت شغب الإثيوبيين ورصدت سيناريوهات التخريب التي طالت بعض الممتلكات العامة والمركبات، فيما استنفرت بلدية منفوحة جهودها لإزالة تداعيات أحداث الشغب والذي أخمدت أنفاسه الجهات المختصة في حينه. وفي التفاصيل أن الجهات الأمنية بشرطة منطقة الرياض تمكنت من السيطرة على الشغب الذي أحدثته العمالة الإثيوبية وسط العاصمة إذ بلغ عدد الذين تم ضبطهم 561 إثيوبيا، فيما بلغت حصيلة الإصابات 68 شخصا ما بين مواطنين ومقيمين، فضلا عن وفاة مواطن وشخص مجهول الهوية، وإلحاق الضرر ب 104 مركبات. وفي موازاة ذلك أوضح الناطق الاعلامي بشرطة منطقة الرياض العميد ناصر سعيد القحطاني أن عددا من مجهولي الهوية قاموا بالتحصن في شوارع ضيقة بحي منفوحة وعمدوا إلى إثارة الشغب ورمي المواطنين والمقيمين بالحجارة وتهديدهم بالسلاح الابيض مما نتج عنه اصابة عدد منهم وتضرر عدد كبير من المحال التجارية والسيارات. واستطرد أن قوات الأمن باشرت مهماتها وتمكنت بتوفيق من الله تعالى من السيطرة على الوضع وعزل مثيري الشغب عن المواطنين والمقيمين والقبض على المئات من المحرضين على أعمال الشغب ومجهولي الهوية، وقد نتج عن ذلك مقتل شخصين احدهما مواطن والآخر مجهول الهوية. وبين العميد ناصر القحطاني انه تم تسجيل إصابة 28 مواطنا و 40 مقيما، حيث غادر 50 منهم المستشفى بعد تلقيهم العلاج اللازم، لافتا إلى أن الجهات الأمنية المختصة باشرت في إجراءات الضبط الجنائي والتحقيق في الحادث. «عكاظ» تجولت صباح أمس في شارع آل فريان تقاطع شارع محمد بن عبدالرحمن وبالتحديد في موقع الحادثة، حيث بدا الحي هادئا، إذ استجاب المئات من العمالة الإثيوبية وأسرهم لدعوات شرطة منطقة الرياض بتسليم أنفسهم للجهات الأمنية طوعا، حيث قامت الجهات الأمنية بتخصيص موقع في جزء من شارع آل فريان لتجمع من أراد تسليم نفسه للجهات الأمنية. من جهة أخرى أغلقت الدوريات المرورية جزءا من شارع آل فريان لتخصيصه كنقطة تجمع للمخالفين من الجنسية الإثيوبية، كما تواجدت في نفس الموقع الدوريات الأمنية وفرق من الهلال الأحمر للتعامل مع أي طارئ. ووفرت الجهات الأمنية عددا من الحافلات لنقل كل من بادر لتسليم نفسه لنقله لمركز ايواء خصص لهم، حيث وفر في مركز الإيواء المشروبات الباردة وكذلك الإعاشة، وتعمل الجهات الأمنية للتأكد من وضع جميع من سلم نفس قبل البدء في إجراءات سفره. وكانت أحداث الشغب بدأت حينما عمد عدد من المخالفين الإثيوبيين بوضع حاويات النفايات في منتصف الطرق في محاولة لعرقلة حركة السيارات الأمنية، إضافة إلى تهشيم عدد من المركبات العابرة والمتوقفة، كما كان بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وهراوات. وكشفت مصادر «عكاظ» أن مستشفى الأمير سلمان استقبل عقب حالات الشغب ست حالات، خمسة إثيوبيين ومصري جميعهم أصيبوا بضربات بالرأس وبعد تلقي العلاج تم اخراجهم وتسليم البعض منهم للجهات الأمنية. كما استقبلت مدينة الملك سعود الطبية الشميسي 20 حالة أكثرها من الجنسية الإثيوبية وكانت حالة لرجل أفريقي توفي بموقع الأحداث إثر إصابته بطلق ناري بالصدر. من ناحية أخرى تجولت «عكاظ» داخل الحي بعد انتهاء الأحداث وسيطرة رجال الأمن عليه والتقت امرأة إثيوبية مخالفة أثناء تجولها في الحي وبسؤالها عما حدث أفادت بأنها كانت خارج منفوحة تاركة أطفالها في منزلها وتقول إنها عاشت ساعات مريرة بعد علمها باندلاع أعمال الشغب وهي لا تعلم ما سوف يحدث لأطفالها نتيجة لهذا الشغب الذي احدثه أبناء جلدتها، وأضافت أن الإثيوبيين الذين دخلوا عبر البحر هم سبب الجرائم التي حدثت وسبب الفوضى والتكسير. يشار إلى أن حي منفوحة يعد من أكثر الأحياء عشوائية حيث يقطنه خليط من العمالة الوافدة من مختلف الجنسيات، يتصدرهم العمالة الإثيوبية المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل، وقد قامت الحملة الأمنية منذ الثلاثاء الماضي بتركيز عملها على هذا الحي والذي يعد احد الأحياء التي يتحصن به بعض المشبوهين والمجرمين.