سجلت عدد من المثقفات السعوديات، ملاحظات على لوائح وأنظمة وزارة الثقافة والإعلام وخطط الأندية الأدبية بأنها السبب المباشر في تهميش المثقفة السعودية سواء في الأعمال الإدارية للأندية الأدبية أو حتى على مستوى الفعاليات المقدمة للجمهور، او عضويات الاندية المختلفة وطالبن بضرورة شمولهن في تلك البرامج والمناشط وتوزيع مقاعد العضوية بين المثقفين والمثقفات على حد سواء. في المقابل اكد عدد من رؤساء الاندية الادبية أن المثقفة السعودية حاضرة وبقوة في كافة المناشط الثقافية والأدبية في المملكة وان العديد من المناشط والفعاليات لا تكتمل الا بوجود عنصر نسائي. المجال مفتوح رئيس نادي أدبي جدة الدكتور عبدالله السلمي أكد أن نادي جدة الادبي سباق لاحتضان المثقفات والمبدعات السعوديات وان المجال مفتوح امامهن لتقديم ثقافة وادب وشعر فلاحدود للإبداع والتميز لجنس واضاف «مناشط نادي جدة الادبي الاخيرة دليل على ان المثقفة السعودية لها نصيب وافر من مناشط النادي» مطالبا جميع المثقفات من انحاء المملكة بتقديم خلاصة فكرهن الثقافي والادبي للنادي سواء بتقديم منتج او مشروع فعالية ونحن على اتم الاستعداد لتنفيذه، فيما اكد رئيس نادي الباحة الادبي حسن الزهراني انه لا يمكن ان يقام نشاط في نادي الباحة الادبي الا بمشاركة نسائية واضاف «رغم قلة بل وندرة المثقفات هنا إلا أنهن يشاركن بصورة جميلة ويتغلبن على كل العوائق للمشاركة في النادي كما أن للنادي مشاركات في مقار كليات البنات بجامعة الباحة ولمرات عديدة». تواجد قوي ووافقت الكاتبة منى المالكي ما ذهب اليه الزهراني والسلمي بقولها «ان المثقفة متواجدة بشكل قوي داخل فاعليات الأندية الأدبية والملتقيات الثقافية التي تقوم بها وكالة الوزارة للشؤون الثقافية ومشاركتها في مجالس الإدارات بوصفها عضو مجلس إدارة أو عضوا في اللجان التابعة للوكالة أكبر دليل على تواجدها القوي الذي استحقته وبجدارة بمشاركاتها وعملها الدؤوب، وتكريم الرائدات العشر في معرض الرياض الدولي للكتاب العام الفائت أكبر دليل على تواجد المرأة بقوة داخل المشهد السعودي وبالذات الثقافية». من الصعب المساواة في المقابل تقول الدكتورة أميرة كشغري «في الحقيقة ان المرأة في اطار ما هو متاح لها اجتماعيا اعتبرها مشاركة بشكل جيد جدا في كافة انشطة النوادي الادبية في مختلف المناطق والمحافظات ولان المرأة في مجتمعنا السعودي محدودة الحركة نوعاً ما في مجتمعاتنا فإنني أجد أن ذلك عائق صحي في قلة مشاركاتها اما ما يتعلق بتسليمها اعمالا ادارية فأعتقد ان ذلك من الصعب وذلك لما ذكرت من عوائق اجتماعية الا انني أتمنى ان تتغلب المثقفة السعودية على تلك العوائق بشكل مباشر وعلى الاندية الادبية ايجاد حلول او المساعدة في انطلاق المرأة السعودية لتكون شريكا فاعلا مع الرجل في الارتقاء بالثقافة والادب في المملكة». مسؤولية المثقفة الكاتبة والأديبة وفاء آل منصور قالت «المثقفة السعودية غير ملمة بأنشطة النوادي الأدبية وذلك بسبب اقتصار الأنشطة النسائية على مناسبات محددة وقليلة لا تضيف للمثقفة أية فوائد تذكر ..فالقلة القليلة من الأندية الأدبية السعودية تستقطب الفتيات المثقفات خصوصاً إذا كان الترويج لاستقطابهن في الجامعات والمدارس ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، فهذا يسهل اكتشافهن وتبني مواهبهن وابداعاتهن ومن وجهة نظري أن كلمة التهميش لا تليق بالمثقفة السعودية، بل عليها إثبات الوجود والسعي جاهدة للوصول لهدفها الذي تصبو إليه وان لا تنتطر بل عليها طرق جميع الأبواب كي تقول للجميع أنا هنا وقادرة على المضي قدماً حالي كحال المثقفين الرجال في مجتمعنا». لا تواجد للمرأة الصحافية والكاتبة فاطمة آل عمرو نفت تماما ان للمرأة المثقفة تواجدا في الاندية الادبية وقالت «ليس للمرأة المثقفة أي تواجد في الأندية الأدبية حالياً ومغيبة تماماً عن الساحة الأدبية وإن كانت حاضرة فلا تؤخذ قراراتها ولا وجهة نظرها بعين الاعتبار، لم تعط فرصتها لتثبت جدارتها وتفعيل مكانتها في الأندية الأدبية ولم يعد لها حضور فعال ..ويعود السبب وراء عدم تفعيل دورها فعلياً واحباطها عدم اختيار منسقات وعضوات يفعلن مكانة ونشاط الدور النسوي ..ولاتزال هناك محسوبيات وشللية، فأنا مع ذلك القرار الذي اقترحته الدكتورة أميرة كشغري سابقاً مفاده أن تساهم المرأة بإيجابية في العمل من أجل الترشح والفوز بمقاعد في مجالس الإدارة بشكل يتناسب ومقدرتها على العطاء والتطوير والتخطيط. وأتمنى فعلاً أن أرى المبدعات اللاتي اقرأ لهن وأن تُناقش كتاباتهن المغيبة تماماً، فثمة قضايا ومواضيع غفلها النادي الأدبي ولم يناقشها ، وقرأتُ تصريحات كثيرة ووعوداً لم تُنفذ. تهميش واضح الكاتبة زينب غاصب قالت «هناك تهميش واضح وللأسف ان مصدره هو لوائح وزارة الثقافة والاعلام وخطط الاندية الادبية التي لا تعير للمثقفة السعودية الاهتمام سواء في البرامج الثقافية والادبية او في الوظائف الادارية في النادي اضافة الى التهميش الواضح للعيان في عضوية النادي التي لا تتجاوز احيانا ثلاث عضوات بينما العديد من الأندية الادبية في المملكة لا يوجد بها ولا عضوة ما يدلل على هذا التهميش الواضح والصريح للمثقفة السعودية في الاندية الادبية». وعلى صعيد الانشطة التشكيلية اتهمت الفنانة التشكيلية امل فلمبان الاندية الادبية بتجاهل امسيات وبرامج وفعاليات التشكيل السعودي خاصة النسوي منه بشكل ملحوظ، مؤكدة انه لا يوجد تنوع في ما تطرحه الاندية الادبية من برامج وفعاليات وان الفن التشكيلي النسائي مغيب تماما عن برامجهم وعن انديتهم واضافت «كل ذلك يطرح تساؤلا هاما عن مستقبل الفنون التشكيلية في ظل تجاهل احد ابرز المحاضن الثقافية في المملكة وهي الاندية الادبية التي من المفترض ان تكون داعمة لجميع مجالات الثقافة والادب والفنون التشكيلية احد تلك الروافد الهامة التي يكتمل بها عقد الثقافة والادب في بلادنا الحبيبة».