يشكل هواة «التطعيس» نهاية كل أسبوع تجمعات شبابية في منطقة رملية تقع منتصف طريق مكةجدة الجديد، أو ما يعرف ب«طعوس الكبري الميت»، حيث يجتمع عشرات من الشباب مساء عصر الجمعة وجلهم من قائدي سيارات الدفع الرباعي الذين يأتون لإخضاع مركباتهم لاختبارات شديدة القسوة وفي ظروف جغرافية صعبة، ولا يخلو المكان كذلك من أصحاب السيارات العادية الذين يأتون للمشاركة في الكرنفال الأسبوعي، إلا أن مركبات الفئة الأخيرة تقع في الغالب في شباك «التغاريز» عندها يهب قائدو الدفع الرباعي إلى نجدتهم وانتشالهم من براثن الرمال وسحبها إلى بر الأمان في مشهد يتكرر أسبوعياً، وفي أكثر من منطقة صحراوية. وأوضح ل«عكاظ الأسبوعية» غازي رابح العوفي، أن للصحاري نكهة خاصة وتتسم بالهواء النقي، ما يدفعني إلى خوض تجربة «التطعيس» بسيارتي ذات الدفع الرباعي، وقال «لا مكان لأصحاب السيارات العادية في المناطق الرملية ومن يجرؤ على المحاولة فمصيره التعليق وسط الرمال، وحتى أصحاب السيارات المخصصة عليهم أخذ الحيطة والحذر في القيادة خاصة في تجاوز الأقواز أو المنحدرات الرملية التي قد تتسبب في انقلاب المركبة في حال حدوث الخطأ». وأضاف «قيادة المركبة في الصحراء تتطلب اتخاذ عدد من الاحتياطات، مثل ضبط ضغط الهواء في الإطارات وتوفير كميات كبيرة من المياه لمواجهة الحالات الطارئة خاصة وأن المرء لا يدرك ما سيواجه خلال المغامرة». من جهته، قال محمود محمد مرازيق، إن الموقع المعروف ب«طعوس الكبري الميت» يعد من أهم الأماكن التي يقصدها عشاق السيارات ذات الدفع الرباعي وخاصة في نهاية الأسبوع ويضيف «يقع هذا المكان في منتصف طريق مكةجدة السريع، حيث يجتمع عشاق التطعيس من مكةالمكرمةوجدة وبعض القرى المجاورة عصر كل جمعة في تظاهرة شبابية وتملؤها روح التحدي، وهناك فرق شبابية من قائدي سيارات الدفع الرباعي ينطلقون باتجاه الصحراء لاكتشاف مناطق جديدة لم تكتشف بعضها، وقد رافقت في إحدى المرات مجموعة شبابية في رحلتهم الاستكشافية، وكنا أحياناً نجد أناسا علقت مركباتهم في الرمال وقدمنا لهم يد المساعدة بعد أن يئسوا منها». وزاد «مساعدة العالقين في الصحراء له شعور جميل جدا حتى وإن كانت على حساب مركبتك»، وقال «ثقافة خوض مغامرة التطعيس في مكةالمكرمةوجدة قريبة العهد إلا أنها لاقت إقبالا كبيراً وسط الشباب وحتى كبار السن، وهنالك أناس أصبحوا خبراء في معرفة المناطق الصحراوية والأماكن الخطرة وهذا إحدى الايجابيات التي يجنيها البعض من هذه الهواية». بدوره، بين باسم الحربي أن ثقافة اكتشاف الصحراء لها فوائد عدة، وكنت في السابق أخوض هذه التجربة بسيارة خاصة، ولكنني بعتها ومع هذا لازمني هواية خوض الصحراء، وحالياً أشارك بسيارة عادية وأحيناً يكون مصيري «التغريز»، ولله الحمد هنالك من يهب لمساعدتك وخاصة من قائدي مركبات الدفع الرباعي الذين يتعرضون هم أنفسهم لنفس المشكلة خاصة إذا لم تكن المركبة مزودة بالتجهيزات الكافية، وتعد المنطقة الصحراوية المجاورة لشاطئ الشعيبة ومجيرمة من أخطر المواقع لكونها رملية متشبعة بمياه البحر. وتابع الحربي «الإشكالية الكبرى تكمن في المناطق التي لا توجد فيها سيارات الدفع الرباعي، لذلك تجد المرء يأخذ حذره الشديد وحتى سيارات الدفع الرباعي هنالك مناطق خطيرة تبتلع السيارات إذا لم تكن مخصصة ومزودة بتجهيزات الامان». وختم بالقول «أنصح هواة هذه الرياضة طلب المساعدة في حال علقت سيارته، باستخدام رقم الطوارئ 211 عبر الأقمار الاصطناعية في الأماكن التي لا يوجد فيها إرسال».