كما يدرك النهر مجراه، قالت له البنت: إني أحب ثمار الجبال أتكئ كي أراك قليلا على جبل التوق قف في مكان عليٍّ وخذني خذ ما تيسر من لوعتي واشتياقي إلى ذروة، تتهادى على رسلها في انتشاء الغيوم. ولا تدع الناي ينهي تردد أنغامه في الحنين واقرأ عليه قصار قصائده كي تبوح السور. «أنا»، قالت البنت: أعشق هذي الذرى، وأخف الى مرتقاها هناك أقيم أعد لها ما تيسر من وله وشفاه وأرسم خيطا من الحبق المتهادي على جيدها ثم أطوي لها رقتي لأنام. ووحدي اذا نمت تزهر قافية في المروج وتنتفض الريح ترجف رمانتان ويصعد في جوعه التوق للتوق نحو الكمان. فلا تدع الناي ينأى عن العزف إني أحب الترقرق في النهر أهمس للنبض، حين تعود البذار الى الماء.. خذني إذن كي أقيم احتفالا لتوقك خذ نهرك المرتبك، وسر نحوها لا تدعها هناك على طرف النهر مشغولة بانتظار الطريق قالت لك البنت: أنت ارتجاف المياه على الخصر قافيتي وانتشاء الحديقة أنت البذار، فأمطر لأثمر في حقلك العفوي ولا تترك الماء يجري وحيدا أنا شجر التل لفحة نار تدفئ حقل العناق وتزهر.