هل تذكر تلك النسمات التي أودعتنا مدن الحلم فحلق من خلالها الإحساس وانتشى لها المطر وازهرت بها كل لحظات العمر أتذكر كيف استباح جنونك دفء وقتي وسرقت مني قلبي الذي غمره سحرك فأصبح يرفض قيودي ولا يود التحليق إلا في آفاقك ولا يسر إلا بالارتباط بك ولا تتدفق شلالاته إلا حينما تداعبني نسائمك ويحيطني موجك الغامر الذي يبعثرني.. ويبدد حيرتي ويشكل كل زوايا أنسي ويشعل قناديل لهفتي فلا يترنم إلا لك ولا يرقص فرحاً إلا معك ولا يسعد إلا بجوارك ولا ينتشي إلا حينما تنثال كل همساتك التي تودعني أجمل سجن. يا من علمني متعة الفرح وروعة الانتشاء وجنون البهجة وغمرني بكل إحساس دافئ، فمعك تتدفق كل أنهار الود ويغشى دقائقي السرور وتهب نسائم الأشواق لأسافر لك عنوة صوب واحاتك التي يزهر فيها الأمل ويرقص فيها سحاب الود وتهمس البلابل بأروع تغريد فأنسى نفسي بسبب حصارك المبهج لي والذي يدفعني لأن استظل بفيئك أبحث عن دفء إحساسك وعن سحر نسائمك وعن ساعاتك المتوشحة بالإشراق وعن أيامك المترعة بالدهشة وعن سر الفرح الذي يحتويك. أتذكر تلك الزوايا التي تتألق من خلالها ابتسامتك وأنا من بعيد أراقبك تحاصر عيوني حقولك أود أن اكتشف عن ماذا تكتب!! ولمن تترنم وأي النسائم تحملك، كنت أود اقترب منك ولكني كنت أخشى ثورتك خفت أن أتعدى حدودي واقتحم خلوتك فظللت أراقبك كل الوقت في داخلي شعور مليء بالانتشاء وكم كنت مسرورة حين اندفعت تلك الموجة الهائلة نحوك وأنت لاه عنها فصرخت من أعماقي احذر احذر الموج الموج ولكن الموج غمرك وغطى كل شيء حولك فالأوراق تطايرت وبلل الماء ملابسك وأنت تعج في صمت رهيب ماذا جرى لك. ألا يحق لك الانتشاء ألا يحق لك أن تشعل شموع الأمل ألا يحق لك أن تغسل كل همومك على البحر وأن ترمي بأحزانك في أفيائه؟؟ وكم كنت فرحة جدا حين دفع الموج أحد أوراقك ورمى بها إلى جانبي أخذتها بفرح حاولت أن أجففها من أثر الماء. يااااه ما أروع ما خطت أناملك أتدرك أني محتفظة بها إلى حد الآن فهي تعني لي رحلة امتداد لا يطويها البعد ولا يحيطها الغياب ولن تسكنها الوحشة ولن تغرد فيها بلابل التعب. كلما أخذني الحنين امتدت يدي لها وحلقت معها بعيدا فهي تنبض بإحساسي تعبر عن كل مشاعري فيها أجد نفسي يا ذلك المتوهج هنا بصمت دع كل لحظات الغياب وابتسم لننسى معك كل توشحات التعب وكل أغاني الحزن وكل غربة توشحت حدائقك. أتذكر أول لقاء امتزج فيه الحنين وتدفقت شلالات الندى وأمطرت الدقائق بالبهجة وأحاط المساحات الاخضرار وسكنت الأنفاس في مرافئ الألق ففاح أريج الورد ورقصت النبضات وتصافحت كل النسائم وبقينا في حالة ذهول ولا شعور. هل حقاً وحدت بيننا الخطى؟ يا لهذه اللحظة الخالدة التي انتشى بها تاريخ حياتي وأمطرت كل الدقائق بالأنس فارتبطت الأماني وحلقنا في مراكب الأمل نجوب كل المدن تنادي علينا أنوار البهاء تحتوينا الأماني نزلزل كل تعب توشح الدقائق ليسكن الجنون تفاصيل الوقت فتترنم كل الطيور بحديث البهجة فيغشاني سحاب ودك ويحيطني دفء نبضك. فكيف بالله تنسى كم سرقت من النظرات لتحاصرني دموعك التي أغرقت كتفي وأزهر بها صدري، هي حارقة صحيح ولكنها نزلت علي كهتان بارد غسل كل درن الثواني وأودعني سجن نفيس أنت فيه الإحساس والمرفأ أنت فيه الأمل والأمان أنت فيه وطن يحتويني وكل فرح يغمرني وكل أنس يغرد في آفاقي التي تعودت على الانتشاء بحضرتك أتذكر يا سيف تلك اللحظة المفعمة بالسرور التي كانت النسائم تداعبنا سافرنا من خلالها لكل الواحات فغرقنا بروعة الدقائق ونسينا الوقت ونسجنا أجمل رحلة وأحلى وثيقة ربطت بين قلوبنا ووحدت خطواتنا.