رأى عدد من المحللين السياسيين أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمملكة، تأتي في ظروف بالغة الأهمية والدقة نتيجة الأوضاع غير المستقرة في عدد من دول المنطقة، وقالوا إن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إعادة ترتيب علاقاتها في المنطقة. وتوقع المراقبون أن تتضمن الجولة التركيز على عدد من الملفات الساخنة وفي مقدمتها الأزمة السورية، الملف الإيراني، وعملية السلام، ولم يستبعد المراقبون أن تتطرق مباحثات كيري في المملكة إلى مناقشة موضوع اعتذار الرياض عن قبول عضوية غير دائمة في مجلس الأمن ومطالبتها بإصلاحه. واعتبر المحلل السياسي الدكتور صالح بن سبعان أن زيارة كيري للرياض هذه المرة لن تكون روتينية، بل ستكون زيارة مفصلية، مشيرا إلى أن واشنطن ستسعى خلال هذه الزيارة إلى إعادة ترتيب العلاقات بين البلدين والتطرق إلى عدد من الملفات والقضايا الساخنة وفي مقدمتها الملف السوري، وعملية السلام.. وأضاف أن الزيارة تعني أن أمريكا أدركت مدى الثقل الذي تمثله السعودية على المستويين الدولي والإقليمي كونها دولة رائدة وركيزة أمان في المنطقة وإنها لا تتخلى عن قضايا أمتها. من جهته، رأى المحلل السياسي إبراهيم ناظر أن زيارة جون كيري للمملكة ما هي إلا اعتراف أمريكي بالدور السياسي المميز الذي تلعبه المملكة على الصعيدين العالمي والإقليمي، وثوابت السياسة السعودية التي تعتمد على الشفافية في مواقفها دفاعا عن القضايا العربية والإسلامية. وأشار إلى أن كيري سيؤكد على متانة العلاقات بين البلدين ومحاولة تقريب وجهات النظر حيال عدد من القضايا والملفات المهمة، وشرح وجهة النظر الأمريكية حيال هذه القضايا وفي مقدمتها الأزمة السورية والنووي الإيراني.. وقال ناظر «يبدا أن الإدارة الأمريكية أدركت أنها بحاجة إلى إعادة نظر في سياساتها الخارجية بعد فشل الخطوات الدبلوماسية التي انتهجتها في الفترة الأخيرة حيال عدد من القضايا في الشرق الأوسط وخاصة بما يتعلق بالأزمة السورية، وتزايد الضغوط والانتقادات للإدارة الأمريكية بشأن تعاملها مع الملف السوري»، مضيفا أن آخر هذه الانتقادات ما تم خلال جلسة الاستماع في الكونجرس الأمريكي حول الأزمة السورية والتي تضمنت انتقادات شديدة اللهجة للإدارة الأمريكية والتي وصلت إلى حد وصفها بالعشوائية. بدوره، توقع رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية الدكتور أنور عشقي، أن يسعى وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته للمملكة لإعادة التفاهم حول القضايا الإقليمية الساخنة. وقال إن جون كيري سيحاول إقناع المملكة بأن التقارب الأمريكي مع إيران لن يكون على حساب المصالح الاستراتيجية والتعاون المشترك بين البلدين، مشيرا إلى أنه سينقل للمسؤولين في المملكة وجهات النظر الأمريكية حول مؤتمر «جنيف 2» بشأن حل الأزمة السورية، وربما سيسعى كيري إلى محاولة إقناع المملكة قبول مقعدها في مجلس الأمن. ورأى عشقي أن الاختلافات في وجهات النظر بين البلدين، قابلة للتصحيح مؤكدا أنه لا توجد خلافات استراتيجية بينهما، إذ إن أمريكا لا يمكنها التخلي عن المملكة بأي حال من الأحوال، وأنها أصبحت دائما تعتمد على المملكة كقطب استراتيجي في المنطقة وتستشيرها حول كل خطواتها في الشرق الأوسط.