في لقاء الخطاب الثقافي السعودي الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أن المجتمع السعودي كأي مجتمع إنساني متنوع في الأفكار والمفاهيم والممارسات، والأصل في هذا التنوع أن يكون مصدر ثراء وتفاهم وتقارب، لكن أحيانا يتحول إلى شقاق وتدابر وتشويه متبادل، ما يؤدي إلى تداعيات سلبية على النسيج الوطني، مؤكدين في بيانهم الختامي أمس أن «التصنيفات الفكرية» إذا تحولت إلى تحزبات واستقطابات حادة ضد بعضها تصبح سببا من أسباب الشقاق والتنازع على المستوى الوطني، وأوضحوا أن التصنيف الفكري له وجهان، الأول: حالة طبيعية حينما يكون هذا التصنيف مجرد تعريف وتمييز قائم على أسس فكرية ولأغراض علمية معرفية، والثاني: التصنيف الذي يفسد الحياة الثقافية والاجتماعية، وهو الذي يتجاوز تلك الحالة الطبيعية إلى حالات سلبية، منها الافتراء بوصم الشخص بما ليس فيه، والوصف بالإرهاب، واستعداء السلطات أو الجماهير ضد تيار أو أشخاص بعد نسبتهم إلى ذلك التيار أو التوجه، وأوصوا بأهمية تعامل المناهج التربوية في التعليم العام والعالي من خلال ثقافة غير مأزومة تجاه المختلف، وضرورة معالجة المصطلحات التصنيفية وبيان حدودها، وخطورة استخدامها، مثل (كافر، منافق، فاسق، خائن، عميل، ليبرالي، إخواني)، وشددوا على أن تتسامى الجهات الرسمية والأهلية عن إذكاء روح التصنيف لتجنب ضرب الناس بعضهم ببعض، واستشعار المصلحة الوطنية، وأن يلتزم المؤثرون من العلماء والمثقفين في الوسائل الإعلامية بالمنهج السليم في التعليق على الأشخاص والتيارات إسلاميا ووطنيا، وأوصوا بأهمية وجود مشروع نهضوي شامل ينخرط فيه كافة فئات المواطنين بما سيجعل جهودهم منصبة على المشاركة في البناء الوطني، ما يحفز على التلاحم بدل التناحر والتنابذ.