يصطدم المارة وقاصدو موقف الباصات بالقرب من منى بعد انقضاء موسم الحج، بانتشار بازارات عشوائية مخلة بالمنظر العام على أرصفة الطريق والمواقع والساحات الإستراتيجية، يشيدها عدد من الأفريقيات، يمارسن فيها بيع سلع مجهولة المصدر، تلحق الأضرار بكل من يستخدمها، إضافة إلى أن أولئك النسوة يشوهن المنظر العام لمكةالمكرمة، وينشرن التلوث في شوارعها. ولم يجد بعض المارة أمام هذه الظاهرة، سوى المطالبة بتدخل الجهات المختصة، لوضع حد لهن، وإنهاء تلك البازارات الضارة قبل تفاقم الوضع. حيث شكا إبراهيم خالد من انتشار هؤلاء الباعة الأفارقة والآسيويين من الجنسين على أرصفة العاصمة المقدسة بعد انقضاء موسم الحج، مشيرا إلى أن غالبيتهم من النساء الأفريقيات اللائي يحققن مكاسب طائلة من خلال ترويجهن لبعض الأقمشة التي تلاقي رواجا من بعض الحجاج لثمنها البخس كذلك لمستحضرات التجميل والتنظيف مجهولة المصدر. وأضاف: «يبدو أن انتشارهن على الأرصفة بات خارج نطاق السيطرة، بدليل أن أعدادهن تتزايد من حين لآخر على طول الشارع القريب من الجمرات وعلى أرصفة موقف الباصات الذي يربط الطرق من العزيزية وشارع الحج بالمسجد الحرام»، مشيرا إلى أن حجاج أحياء العزيزية، المعابدة، وجبل النور، والششة والروضة أكثر الأحياء المتضررة من انتشار البائعات المخالفات دون علمهم بما تحمل تلك البضائع من ميكروبات وجراثيم تضر بصحتهم. وبين أنهن يروجن لسلع رديئة تتعلق بالأقمشة والملابس والأحذية وأدوات خاصة بالتجميل، مستغربا إقبال الفتيات من الحجاج والمقيمات عليها بدعوى فعاليتها وثمنها الزهيد. وزاد بتبيانه: «وكل تلك المنتجات آتية من دول غير مصنفة أو مدرجة في صناعتها مثل أفريقيا ودول آسيوية من تلك المنتجات المساحيق وأحمر الخدود والشفاه، وزبدة المانجو والصابونة الثلاثية والصابون الأسود»، لافتا إلى أن أولئك النسوة لديهن القدرة على تسويق منتجاتهن من خلال التحدث عن فوائدها باستمرار، على الرغم من أن أضرارها تصل لحد تشويه البشرة وإلحاق الأضرار به. سلع مضروبة إلى ذلك حذر مشاري الخبتي من انتشار البائعات الأفريقيات المفترشات على أرصفة العاصمة المقدسة وبالقرب من منى، مشيرا إلى أنهن يسعين لاستغلال الحجاج بترويج سلع مضروبة عليهم دون تدخل الجهات المختصة. وذكر أنهن يشوهن المنظر العام أمام زوار وحجاج وضيوف الرحمن ونشر المخلفات على أرصفتها، وإيجاد بيئة خصبة للمخالفين لأنظمة العمل والإقامة، مشددا على أهمية تحرك فرق الأمانة لتعقبهن ومنعهن من ممارسة تلك التجاوزات. الأضرار البيئية بدوره، استغرب ظافر الحربي الحرية التي تتمتع بها أولئك المخالفات لمزاولة نشاطهن الضار بالأهالي والبيئة، لافتا إلى أنهن يروجن سلعا مجهولة المصدر تشمل الملابس والأغذية والأعشاب ومستحضرات التجميل، وطالب بوضع حد لهن وتعقبهن، خصوصا أنهن يتمركزن في المناطق الحيوية في العاصمة المقدسة ومواقع تواجد الحجاج، حاثا الأهالي على عدم التعاون معهن والشراء منهن. طريقتان للمكافحة في المقابل، أكد مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة ل«عكاظ» أن الأمانة تبذل جهودا كبيرة لمتابعة ومكافحة الباعة الجائلين من خلال طريقتين، الأولى تنفذ بطريقة مركزية عبر لجنة مكافحة الظواهر السلبية، برئاسة إمارة المنطقة وعضوية جهات حكومية مثل الأمانة والجوازات والشرطة. وبين أن الأمانة تطبق الطريقة الثانية في مكافحة الباعة الجائلين والظواهر السلبية من خلال البلديات الفرعية وفق الإمكانيات المتوافرة، وتعتمد على مصادرة السلع المعروضة للبيع، مشيرا إلى أن أعمال الفرق الميدانية التابعة للبلديات الفرعية تحتاج إلى الدعم وتضافر الجهود من قبل العديد من الجهات، خصوصا أن غالبية الباعة الجائلين المفترشين للأرصفة هن من النساء، مبينا أن لدى الأمانة لجانا أخرى للمكافحة تتابع الباعة الجائلين للأعشاب ومكافحة الطبخ العشوائي.