من مدينة «كراسنودار» العاصمة غير الرسمية لجنوب روسيا قدم الحاج «إلدار» أو «أبو تامر» وفيها تعرف على الإسلام وتعلم العربية من خلال المحادثات والاستماع للدروس والعظات. التقيناه في الطريق إلى الجمرات وهو يتفنن في التقاط الصور لمشعر منى والجمرات قبيل الغروب، وبعربية تمزج اللهجة المصرية بمفردات إنجليزية يقول «إلدار»: «الإسلام اليوم في روسيا أفضل من السنوات السابقة، فالمسلمون اليوم يتلقونه ابنا عن أب». «إلدار» الذي لم يتعرف على والده يوما، لكنه اجتهد لإقناع والدته في الدخول إلى الإسلام كما اعتنقته عائلته أيضا، قال إن أول مرة سمع فيها عن الإسلام قبل 15 سنة، مبينا أن أسئلته عن الجدوى من الحياة أدت به إلى الإسلام، فقد كان يرى الكون مرتبا فيتساءل: من يديره؟ وكونه مسيحيا سأل القساوسة لكنه لم يجد لديهم سوى الحيرة. يقول «إلدار»: «لفت نظري لبس مجموعة من الناس في الشارع للثياب البيضاء، فأقبلت عليهم متسائلا عن لبسهم، وكان بينهم نيجيري أجابني: نحن مسلمون، فقلت له: ومن هم المسلمون؟ وما هو الإسلام؟ فقال لي: تعال معنا لتعرف، ففاجأني ترحيبهم ببعضهم واحتضانهم لإخوانهم، وكان ذلك في رمضان». وعبر عن دهشته حين رأى المسجد بلا صور يقول «إلدار»: «سألت المجموعة: أين ربكم؟ فأجابوني: أن الله فوق السماء وهو يرانا في كل مكان، ويحيطنا بعنايته». وكشف «إلدار» عن رغبته في تعلم العربية لكن ظروفه تحاصره، وقال: «أنا أعمل 18 ساعة في اليوم، وعائلتي المكونة من 20 فردا أنا الوحيد الذي يعيلهم». واختتم «إلدار» قائلا: «حين قدمت للحج أول مرة عام 2007م كنت أسير دون فهم للشعيرة، لكن الحمد لله تعلمت كثيرا، وحججت أمي وزوجتي وكل حج إن شاء الله سأقدم أحد أفراد عائلتي».