حين حضر الحاج مصطفى محمد سعيد حمل معه ذكرى حجته الأولى في 1967م، التي لم تغب عن ذاكرته رغم وهن السن وشيب الرأس ومواجع السنين، فقد انطلقت تلك الرحلة من بعلبك إلى عمان وبعدها «معان» ثم انتقلوا إلى الصحراء وإلى قلب منطقة «بطن الغول» وهي المنطقة الواقعة بين معان والمدورة، الواقعة على الحدود السعودية. يواصل «مصطفى» حديثه «كنا نقول: نحن متجهون لله، ولذا لن يضيعنا، حملتنا كانت تضم 13 شخصا، لكن اقتحام السائق لتلك المنطقة لم يكن موفقا» ويضيف «في بطن الغول غرزنا في الرمال كما فقدنا (العجلة)، ولم ينقذنا من الهلاك سوى الجيش الأردني حين دعمنا بعجلة بديلة». لم تنته حكايته في تلك الرحلة عند هذا الحد إذ يضيف «لم نتنبه ونحن نعالج تلك المشكلة لبطارية السيارة، إذ لم نرفع أيدينا منها إلا وهي فارغة، وحينها لم ينقذنا سوى وفد من الحجاج السوريين». دمعات تسكن مآقيه، معبرة عن سيرة من التجارب وتأثر بهذه الرحلة، يقول مصطفى «لا شيء نبتغيه سوى شفاعة الرسول ورضا الله». ويتابع مصطفى «كنت في الطواف، ولم تحملني قدماي من الإعياء فسقطت، وما إن سقطت حتى حباني الله أناسا مؤمنين، إذ حملني مصري وعراقي وقام رجل الأمن الذي يقف بجانب حجر إسماعيل بمساعدتهما، ورافقني بعد إجلاسي في عربة إلى حيث أمكنني الاتصال برفقائي وتسليمي إليهم».