لم تعد المرأة سواء كانت زوجة او ابنة او أختا تكتفي بمساعدة الرجل في ذبح الأضحية او تقطيعها في عيد الأضحى، حيث أصبحت تقوم باختيار أضحيتها بنفسها وتشرف على ذبحها وتقسيمها بل تعدى الأمر إلى أنها غدت تضحي عن أسرتها حتى في وجود الرجل، كما تضحي عمن توفي سواء زوجها او والدها او ابنها او إخوتها. وفي هذا السياق رصدت «عكاظ» العديد من المواجه التي تؤكد توجه النساء في الوقت الحالي ليضحين نيابة عن الرجل، حيث تقول زهرة علي: بعد وفاة والدي قبل أربع سنوات أصبحت أكلف زوجي بشراء أضحية لي غير التي يشتريها هو وفي يوم العيد اطلب منه ان يذبحها صدقة عن والدي يرحمه الله وكنت أقوم بتوزيعها بعد ان يحضرها لي وأتمنى ان يتقبلها الله سبحانه وتعالى وتكتب في حسنات والدي. مريم محمد تحدثت من داخل سوق الغنم قائلة: احرص على شراء الذبيحة بنفسي وأراعي ولله الحمد المواصفات الشرعية في الذبيحة كما أنني احرص على الإشراف على ذبحها وأملي على من يقوم بالذبح أسماء الأشخاص الذين انوي الذبح عنهم حيث إنني اذبح عن أبنائي بعد طلاقي. أما أم رامي فتقول: أعيل أسرتي بعد تقاعد والدي وزواج إخوتي فراتب والدي لا يكفي احتياجاتنا، وبالنسبة للأضحية تقول نذهب أنا ووالدي لسوق الغنم فيختار هو الذبيحة وأقوم بدفع ثمنها وفي يوم العيد اذهب لأحد المسالخ واخبر الجزار بان ينوي ذبحها عن والدي ووالدتي وعني ثم احضرها للمنزل وأقوم بتوزيعها حسب الهدي النبوي الشريف. وترى البتول بنت سعد أن ذبح المرأة للأضحية ليس بغريب، فقد كنت أشاهد جدتي تذبح أضحيتها عندما كنت صغيرة وبعدما كبرت بدأت أنا في ممارسة هذا العمل، وكانت البداية في عيد الأضحى قبل زواجي بعامين عندما سافر والدي للحج ولم يكن لدينا رجل يقوم بالذبح فقمت بمساعدة أمي وأخذنا السكين وتذكرت ما كانت تفعله جدتي وامسكنا بالخروف والتسمية ثم بدأت بتعداد من انوي الذبح عنهم بعد توجيه الخروف للقبلة وبدأت بالذبح وأنا ووالدتي ممسكتان به كي لا يفر حتى تأكدنا من موته وعانينا كثيرا عند السلخ حيث حملناه بصعوبة بالغة وتم ذلك بفضل الله وبدأت بسلخه وتقطيعه، ومن شدة الفرحة قامت والدتي بإخبار والدي بذلك ففرح كثيرا واخبرها بأنه يفتخر بي وبعد زواجي لم أتوقف عن الذبح ولكن بعد انتقالنا لإحدى المدن الكبرى توقفت عن ذلك. وتحكي الستينية أم عبدالله، منذ أن كانت صغيرة ارتبطت فرحتها في العيد بوجود الأضحية ومراسم تقطيعها وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، قائلة العيد لا يكتمل إلا بالأضحية، وتضيف وبعدما كبر أولادها أصبحت لا تشعر بشعور الأضحية لتضحية كلا من أولادها ببيته وإرسال اللحم لها جاهزا، وتقول أم عبدالله فقدت شعور الفرح بالأضحية حتى قررت أن أضحي أنا عن نفسي فأختار أجود الأضاحي بنفسي بالذهاب إلى حلقة الغنم بنفسي واختيار الأضحية الجيدة، مشيرة إلى أنها تستطيع اختيار الأجود من الأضاحي أكثر من أبنائها حيث أصبحوا يطلبون مشورتها في ما يتعلق باختيار الأضحية. واشتركت الثلاثينية فاطمة حكمي مع أخواتها الثلاث في جمع ثمن الأضحية وقالت قبل القيام بذلك قرأنا كثيرا عن الأضحية والأجود لأنها المرة الأولى التي نقوم بها بالأضحية حيث كنا نعتمد سابقا على الوالد وبعد حصولنا على وظيفة رأينا أن نقوم بهذه الشعيرة لعظمتها عند الله تعالى، مبينة أنها اعتادت وأخواتها المشاركة في الكثير من الأمور والمشاركة في طلب الأجر وفي العبادة من أجمل المشاركات التي قمنا بها.