في الوقت الذي يحرص كبار المطوفين على مواصلة عطائهم في خدمة ضيوف الرحمن والعمل ضمن مجموعات الخدمة الميدانية، دعا عدد من المطوفين إلى ضرورة الاستفادة من الخبرات الثرية لكبار المطوفين الذين عملوا عقودا طويلة في المهنة التي توارثوها جيلا بعد جيل ورسموا خلالها أجمل صور الإنسانية من خلال تواجدهم ضمن منظومة العمل في مكاتب الخدمة الميدانية التي تخدم ضيوف الرحمن لتقديم الاستشارات التي يحتاجها الشباب المطوفون خلال تأدية مهنة الطوافة. وفي هذا السياق، أوضح المطوف غالب مصطفى عالم أن «مهنة الطوافة تجري في دمائنا ولا يمكن أن يقف العطاء لهذه المهنة عند سن معين، فالطوافة وسام شرف يعتز به كل من يتشرف لهذه المهنة الإنسانية التي ترتبط بخدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون للبيت العتيق من كل فج عميق»، موضحا أن لا بد من الاستفادة من خبرات المطوفين كبار السن وإشراكهم ضمن تشكيلات المكاتب من خلال استحداث منصب مستشار مجموعة الخدمة على أن يتم منحه مميزات رئيس المجموعة ونائبه للاستفادة من الخبرات المتراكمة لديه وتوجيه الشباب المطوفين في العديد من الجوانب التي تتعلق باستقبال الحجاج والتعامل معهم واحتواء المواقف الطارئة وتلبية كل مطالب الحجاج المختلفة ليؤدوا نسكهم على أكمل وجه. وأضاف أنه يجب عدم تحديد عمل المطوف بسن ال65 عاما لأن الطوافة مهنة إنسانية متوارثة عبر الأجيال ومن حق المطوف المخلص المتفاني في الخدمة واللائق صحيا أن يمارسها دون تحديد لسن معين. من جانبه، أوضح المطوف عصام فقيها أن الخبرة لابد من وجودها وخصوصا في ممارسة مهنة الطوافة التي ارتبطت بخدمة الحجاج والسهر على راحتهم، مبينا أن الطوافة مهنة إنسانية شريفة خص الله سبحانه وتعالى بها أهالي مكةالمكرمة الذين وفوها حقها، وقاموا ببذل النفس والنفيس لأدائها على أكمل وجه منذ قديم الزمان، فأحسنوا وفادة ورفادة الحاج الكريم وأصبح حب المهنة يجري مع دمائهم وتجدهم في كل عام يحرصون على المشاركة ضمن مجموعات الخدمة ولكن البعض منهم يصطدم بشرط السن بالرغم من قدرته على العطاء والعمل لكونه يحمل إرثا كبيرا من الخبرات تتطلب المهنة وجوده ضمن قائمة العاملين في خدمة ضيوف الرحمن. وأضاف أن مجموعات الخدمة لا بد من تطعيمها بأصحاب الخبرات المتراكمة خاصة لمعرفة كيفية التعامل مع هذا الكم الهائل من الحجاج الذين يأتون من بئيات وثقافات مختلفة. أما المطوف طلال جميل تونسي فيؤكد أن وجود الخبرات ضمن مجموعات العمل تشكل أهمية في توجيه فريق العمل لخدمة الحجاج، والعمل على تقديم الخدمات بكفاءة تامة تتوافق مع ما تقدمه المملكة من مشاريع كلفت مليارات الريالات من أجل تقديم أفضل وأرقى الخدمات وبصورة متميزة تعكس مدى ذلك الاهتمام والعناية بضوف الرحمن. ويضيف أنه منذ الصغر وهو يتشرف بخدمة ضيوف الرحمن وأنه لا يكل ولا يمل من أداء هذه الخدمة.