يجأر أهالي حي الجرف شمال غرب المدينةالمنورة بالشكوى مما أسموه تهديد مرضي خطير، وذلك بسبب تجمعات المياه الآسنة والحشائش النامية على ضفافها والتي تحيط بالحي وتعرض ساكنيه لخطر الإصابة بالكثير من الأمراض، وذلك لانتشار البعوض في تلك المستنقعات ومهاجمة السكان في منازلهم عند حلول الظلام إضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة لدرجة أجبرت الأهالي على غلق المنافذ أغلب الوقت. عدد من الأهالي تحدثوا ل «عكاظ» لافتين أن البعوض والحشرات الطائرة والزاحفة المتوالدة من المستنقعات قضت مضاجعهم، بالإضافة إلى الروائح الكريهة التي أزكمت أنوفهم وهاجمت صدور أبنائهم، حيث يكتظ الحي بعدد كبير من المدارس في مختلف مراحلها الدراسية، لافتين أن المياه الآسنة والمستنقعات تحيط بمباني المدارس ما يشكل خطرا على أبنائهم وبناتهم من الطلاب. ويشير المواطن حمود معلث الجهني أن سكان الحي مهددون بالخطر، فالمياه الآسنة تحيط بأطراف الحي، لدرجة أدت إلى نمو الحشائش على جانبي الطريق بالإضافة إلى تجمع الحشرات والبعوض وانتشارها في الحي بشكل يهدد بكارثة بيئية -بحسب قوله-. ويؤكد الجهني أن أغلب السكان يضطرون إلى غلق نوافذ منازلهم للحيلولة دون انتقال الروائح الكريهة إلى منازلهم، ما أصاب عددا منهم بأمراض صدرية ناهيك عن قرب المستنقعات والحشائش من المساكن لدرجة مهاجمة أسراب من البعوض للأهالي والأطفال، وطالب الجهني الجهات ذات العلاقة بسرعة التدخل لإنهاء معاناة سكان حي الجرف، وحمايتهم من الأمراض التي لحقت بهم، وحث فرق الأمانة على رش هذه المستنقعات للتخلص من الحشرات الطائرة والزاحفة لحين التخلص من هذه المستنقعات في أسرع وقت ممكن. ويقول سند شويمان المرواني أحد المتضررين إن هذه الحشائش والمياه الآسنة تتدفق من طرف الحي، ومن تحت عبارة بشكل كبير، مؤكدا أن قلقهم يتزايد على الأطفال خاصة في ظل تزايد الحشرات الطائرة من الحشائش باتجاه السكان ليلا لدرجة «طار النوم من عيوننا»- على حد تعبيره-، مضيفا: أنهك البعوض أهالي الحي بالكامل، وحاولنا القضاء عليه باستخدام العديد من المبيدات الحشرية بلا جدوى، فخطره يتزايد يوما بعد يوم. ويشير المرواني إلى أن بعض السكان يفكر بالرحيل من الحي بسبب المرض الذي ينقله البعوض، ويخاف سكان الحي من انتشار مرض حمى الضنك إذا لم تقم الجهات المختصة برفع وإزالة تلك الحشائش وردم المستنقعات التي تؤرق حيا بأكمله. علي معزي السناني أحد سكان حي الجرف يقول «إن الحشرات الطائرة والزاحفة قد تكاثرت في الحي بشكل يشكلل هاجسا لدى المواطنين، حيث وجدت الحشرات المأوى في الحشائش الخضراء التي شكلت غابات غير مسبوقة في الطريق المؤدي إلى الحي، كما وصل تسرب تلك المياه إلى مسافات بعيدة عن الحي منها طريق العيون بالقرب من المزارع». وطالب السناني الجهات المعنية بالتعامل مع هذه البرك والمستنقعات والعمل بشكل أسرع على التخلص منها وإزالة الحشائش وردم منبع مياه الصرف، قبل أن تتفاقم المشكلة ويحدث ما لا يحمد عقباه -لاسمح الله-. ومن جهته أوضح ل«عكاظ» المتحدث الرسمي لأمانة منطقة المدينةالمنورة المهندس عايد البليهشي أن المياه المذكورة هي عبارة عن تجمع لمياه الأمطار، بالإضافة إلى أن هناك قناة مفتوحة لتصريف المياه باتجاه الوادي، لافتا أن الأمانة ممثلة في إدارة التشغيل والصيانة تعمل حاليا على رفع الحشائش وتهذيب المجرى باتجاه الوادي تحقيقا لانسيابية جريان المياه.