لم تشفع عراقة حي«الهجرة» في محافظة الخرمة له في الحصول على الخدمات التنموية الأساسية، فلا زالت طرقه المتهالكة تغص بالنفايات التي تحولت إلى بؤر للأوبئة والحشرات، فضلا عن افتقاده لشبكة تصريف المياه، على الرغم من عمر الحي الذي يتجاوز قرنين من الزمن، كما أن الشوارع الأسفلتية تجردت عن شكلها الطبيعي واتخذت من الترهلات والتعرجات والحفر والأتربة سمة بارزة لها، في ظل غياب الحلول جذرية من قبل الجهات المختصة لشوارع المحافظة، والاكتفاء بحلول موقتة لهذه المعضلة التي يعتبرها الكثيرون الهم الأول والركيزة الأساسية في سبيل الإصلاحات البلدية للخدمات المقدمة للمواطن. أهالي «الهجرة» طالبوا بلدية الخرمة بالالتفات إلى حيهم «التاريخي»، وتزويده بمشاريع البنية التحتية، أسوة بالأحياء الراقية في المحافظة، مشددين على أهمية تعبيد شوارعه ورصفها، وإزالة المساكن الآيلة للسقوط فيه بعد أن أصبحت أوكارا لضعاف النفوس. سالم السبيعي يقول عن معاناته أنه يلاقي المشقة في ذهابه وإيابه إلى منزله جراء رداءة الشوارع التي يرتادها أكثر من مرة يوميا، فنسبة الحفر الترابية الغائرة التي تعترض طريقه والذي يعد شريانا يربط شرق المحافظة بغربها تفوق نسبة الطبقة الأسفلتية السليمة التي تكسو الشارع بأكمله «على حد وصفه»، فضلا عن المشكلات التي قد تنجم عنها إثر غمرها بمياه التصريف والأمطار. وشكا فيصل نايف بن لؤي من تكدس النفايات في شوارع الحي، وتحولها إلى بؤر للأوبئة والحشرات، ملمحا إلى أن أرصفة الحي تحطمت بفعل تقادم الزمن، مطالبا البلدية بالتدخل لإنقاذ الهجرة وتزويده بالخدمات الأساسية. وأشار إلى أن العشوائية طغت على الحي، وباتت طرقه بحاجة ماسة للسفلتة والرصف، خصوصا أن التعبيد لم يصل لبعض الشوراع منذ نحو عقدين من الزمن، ورأى أن الطرق المتهالكة أصبحت مصدر معاناة للأهالي، ملمحا إلى أنها تتحول إلى برك ومستنقعات بهطول الأمطار. ماجد منصور الشريف قال إن انتشار النفايات في الشوارع جذب الكلاب والقطط إلى الحي وبكثافة، مشددا على أهمية تحسين شبكة تصريف المياه، مطالب البلدية والمجلس البلدي بالاهتمام بالحي، لأنه يفتقد لأبسط المشاريع التنموية على الرغم من عراقته، «إذ يمتد عمره إلى ما قبل 200 عام»، لافتا إلى أنه لا يوجد حدائق ومتنفس للأهالي غير المزارع. من جهته، قال خالد عبدالعزيز الشريف: إن البيوت العشوائية والطينية الآيلة للسقوط انتشرت في الحي لافتقاده للتخطيط السليم، معتبرا المنازل المتهالكة شوهت الحي، وباتت تشكل مصدر خطورة على السكان بفعل انهياراتها المفاجئة أثناء هطول الأمطار، فضلا عن تحولها إلى أوكار وملاجئ لمخالفي نظام الإقامة، ولفت إلى أن الحي يعاني من إهمال البلدية في جميع الخدمات وعلى جميع المستويات مطالبا تفعيل خدمات البنى التحتيه في الحي. من جهته، أكد مصدر في بلدية الخرمة أن الحي يخضع لعمليات النظافة يوميا وعلى فترتين صباحية ومسائية، محملا الأهالي مسؤولية تكدس النفايات بوضعها بعيدا عن الحاويات المخصصة لها. بينما، أفاد رئيس المجلس البلدي في الخرمة سعد علي الشريف، أن المجلس شكل لجنة مهمتها معاينة الأحياء القديمة كالهجرة والسوق القديمة، لتشملها الخدمات أسوة بغيرها من الأحياء، ضمن خطط مشاريع الحي المثالي، مؤكدا أن اللجنة ستزور الأحياء القديمة وترفع تقرير عن مدى احتياجها للخدمات، إضافه إلى الالتفاف نحو هذه الأحياء القديمة وتقديم كافة الخدمات التي تحتاجها.