أكد المشاركون في ندوة «الوسطية في القرآن والسنة وتطبيقاتها المعاصرة في المملكة العربية السعودية وماليزيا»، على ضرورة تحرير مفهوم الوسطية وتطبيقاتها، وبيان أهميتها في استقامة أمور الأمة وسلامتها من التفرق والاختلاف، والرجوع في ذلك إلى نصوص الكتاب والسنة، وفهم السلف الصالح. الندوة دعت إلى جمع المكتبة الوسطية ورقيا وإلكترونيا وتوفيرها لدى الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية والكراسي العلمية والمكتبات العامة لتكون بين يدي الأجيال المعاصرة والقادمة، وزيادة التعاون بين الجهات ذات العلاقة في البلدين المملكة وماليزيا لإقامة مثل هذه الندوة لنشر ثقافة الوسطية في المجتمع، وحث المؤسسات العلمية على إنشاء مراكز بحثية تعنى بدراسات الوسطية وتطبيقاتها. ودعت الندوة التي نظمتها الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة بالتعاون مع جامعة ملايا بماليزيا، واختتمت أمس بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، من خلال بيان محاسنه وإيضاح أنه دين يأمر بالوسطية سلوكا ومنهجا، ويحذر من الغلو والتطرف، والتفريط والجفاء. وناشد المشاركون في الندوة المفتين والدعاة والموجهين والمربين أن يكونوا قدوة حسنة في اتباع منهج الوسطية في الاعتقاد والأقوال والأفعال، وأن تتنوع أساليبهم في الدعوة إلى الوسطية بما يواكب متطلبات العصر. كما أوصت الندوة، بضرورة الحث على تطبيق منهج الوسطية في الإسلام في جميع مناحي الحياة، والسعي لتعزيز انتشار المنهج الوسطي عبر وسائل الإعلام المختلفة ومراكز البحوث والمساجد والجامعات والمدارس، وإدراج مفردات الوسطية في المقررات الدراسية في مراحل التعليم المختلفة، وعقد الدورات والندوات وورش العمل في فقه وسطية الإسلام والدعوة إليه، وتوجيه عناية المؤلفين والباحثين إلى تناول موضوعات الوسطية. وأوصى المشاركون في ختام الندوة برفع برقيات شكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- على موافقته الكريمة على إقامة هذه الندوة ودعمه لها، كما قدموا شكرهم لسمو ولي عهده الأمين صاحب السموِ الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، ولحكومة وشعب ماليزيا على كرم الرعاية والعناية والاستقبال وعلى تعاونهم في تنظيم الندوة واستضافتها. وهدفت الندوة إلى العناية بالتأصيل الشرعي لمفهوم الوسطية، وبيان حاجة البشرية إلى الوسطية، والإسهام في نشرها، وإبراز معالم الوسطية والاعتدال في المجتمع السعودي، وإظهار جهود المملكة العربية السعودية في تطبيق ونشر منهج الوسطية والاعتدال، وبيان التجربة الماليزية في الوسطية والاعتدال، وإبراز جهود دولة ماليزيا في تطبيق ونشر منهج الوسطية والاعتدال. وعقدت الندوة في ثلاث جلسات علمية، ودارت خلالها مناقشات ومداخلات ومداولات أسهمت في إثراء موضوعات الندوة، وتعزيزها في مجالات: التربية والتعليم والدعوة والمعاملات والاقتصاد والحوار الحضاري والعلاقات الإنسانية والإعلام.