وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على تنظيم الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة ندوة علمية بعنوان "الوسطية في القرآن والسنة وتطبيقاتها المعاصرة في المملكة العربية السعودية وماليزيا". ورفع مدير الجامعة الدكتور محمد بن علي العقلا شكره لخادم الحرمين – حفظه الله-، على ما تحظى به الجامعة من دعم ومساندة، ما أسهم في تحقيق الجامعة رسالتها في نشر الدين الإسلامي على المنهج الوسطي المعتدل، مؤكداً أن ذلك هو نهج المملكة منذ تأسيسها حتى اليوم، فما فتئت تعتمد التوسط والاعتدال منهجاً لها في الحكم والسياسة والعلاقات الخارجية، وفي مجالات الحياة كافة، وهو المنهج الذي أكسب مواقفها الدولية وسياستها الداخلية والخارجية قبولاً وترحيباً على المستويين المحليّ والدولي. وأشار إلى أن الندوة تنظمها الجامعة الإسلامية بالتعاون والتنسيق مع جامعة ملايا بماليزيا في 20 من ذي القعدة المقبل في مدينة كوالالمبور الماليزية، مؤكداً أنها تأتي لبيان الصورة الحقيقية للإسلام وسماحته، كما تُبرز الدور الرائد للمملكة في نشر الوسطية والاعتدال، وتسعى لتأكيد مبدأ الوسطية في الإسلام والإسهام في تعزيزها من خلال أنشطة متنوعة ومجالات عدة. وقال: "امتنّ الله على هذه الأمة بأن جعلها أمةً وسطاً ولن تزال بخير ما حافظت على هذه الخاصيّة لما تمثّله من اعتدال واستقامة على صراط الله، وأحكام الإسلام كلها مبنيّة على الاعتدال والتوسّط والتوازن"، مضيفاً أن حياة نبينا صلوات الله وسلامه عليه تمثل التوسط والاعتدال في جميع أمور حياته ومعاشه، وتؤكد أن الوسطية لا تشمل العقائد فقط، بل سائر أحكام الشريعة. ولفت الدكتور العقلا إلى مشاركة نخبة من الباحثين من الجامعتين في الندوة، وسيحضرها عددٌ من كبار المسؤولين الماليزيين والشخصيات العلمية والدينية والمهتمّين بالعلوم الشرعية، وعددٌ من مديري الجامعات والطلاب السعوديين المبتعثين في ماليزيا، مشيراً إلى أنها تسعى إلى العناية بالتأصيل الشرعي لمفهوم الوسطية، وبيان ضرورته للبشرية وحاجتها إلى الوسطية، والإسهام في نشرها، وإبراز معالم الوسطية والاعتدال في المجتمع السعودي، إلى جانب إظهار جهود المملكة في تطبيق ونشر منهج الوسطية والاعتدال، وبيان التجربة الماليزية في الوسطية والاعتدال، وإبراز جهود دولة ماليزيا في تطبيق ونشر منهج الوسطية والاعتدال. وبيّن أن البحوث المقدّمة للندوة ستناقش موضوع الوسطية وتعزيزها في مجالات التربية والتعليم والدعوة والمعاملات والاقتصاد والحوار الحضاري والعلاقات الإنسانية والإعلام، عبر أربعة محاور، يبحث أولها في تأصيل مفهوم الوسطية وتصحيح المفاهيم الخاطئة فيها، ويستعرض الثاني منهج القرآن الكريم والسنة المطهرة في تقرير الوسطية والدعوة إليها، فيما يعرض المحور الثالث والرابع جهود كلٍّ من المملكة وماليزيا في تطبيق ونشر منهج الوسطية والاعتدال.