بعد مضي ثلاث سنوات على تدشين مشروعها النسائي الذي يعد الأول من نوعه على مستوى مكةالمكرمة، والذي تخصص في تقديم ضيافة المناسبات والأحداث الاجتماعية والثقافية المختلفة، على الطريقة الحجازية مستخدمة الأواني التراثية التي تنم عن عراقة المنتج وأصالته وعبق الماضي، وتحكي سير الضيافة والاستقبال في زمن الأجداد. «عكاظ» حاورت سيدة الأعمال سلوى أبو شوية عن قصة نجاح مشروعها النسائي فذكرت أبو شوية أن فكرة مشروعها جاءت من ولعها بالطبخ الحجازي الذي تتقنه ببراعة وتتفنن في إعداده، حيث استغلت وطورت موهبتها بالتعاقد مع المطوفين هي وثلاث من صديقاتها لتقديم الوجبات الساخنة لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج، ومن هنا بدأت رحلتها في دنيا المال والأعمال وطورت عملها إلى مطعم ومقهى، ومنتدى أفراح جدودنا للتراث أول مشروع من نوعه يخدم مختلف الشرائح النسائية بمكة، ويدعم الحرفيات من الأسر المنتجة. كما قالت: «إن مشروعها وفر عددا من الفرص الوظيفية للفتيات السعوديات سواء من اللاتي يعملن لديها بمقر المطعم النسائي، أو الطاهيات المنزليات اللاتي تسوق لهن وجباتهن وما يطهون من أصناف غذائية مختلفة»، مبينة أنها تعاقدت مع أكثر من 60 حرفية من الأسر المنتجة، من صاحبات مهنة الطبخ والتصميم، ويعد المشروع منتدى ومقهى اجتماعيا وثقافيا ومتنفسا لسيدات مكة من اللاتي يرغبن في إقامة حفلات صغيرة، أو الاجتماع مع رفيقاتهن واحتساء بعض المشروبات الساخنة والمثلجات أو تناول الوجبات والأطباق التي يقدمها المطعم بهدف الترفيه والتسلية، كما يحتوي جلسات مختلفة تناسب جميع الأذواق والثقافات منها التراثية والعصرية. طلبات خارجية وعن تطور مشروعها بعد مضي ثلاث سنوات على تدشينه قالت: «إن المطعم عقب عمله بعدة شهور تلقى الكثير من الطلبات الخارجية لإعداد الضيافة وتقديم الوجبات في المناسبات المختلفة النسائية، بحيث كنا نعد طاولات الاستقبال في الأعراس التي توضع في مقدمة صالة الاستقبال تحتوي على الضيافة العربية وهي القهوة العربية والتمر، والحلوى الحجازية «اللدو، اللبنية، النارجين، اللوزية، طبطاب الجنة، السمسمية والسمن والعسل والشوكولاتة» بالإضافة إلى البخور والعود، وتجهز الطاولة بتصاميم مختلفة على حسب رغبة الزبونة وغالبا ما تكون متلائمة مع ديكور الكوشة وطاولات الاستقبال، كما يميل أغلب الزبائن إلى التصميم التراثي كونه أكثر ملاءمة للضيافة العربية». وعن جديدها، ذكرت أنها أصبحت تقدم وجبات الإفطار والعشاء على الطريقة المكية في المناسبات والحفلات الرسمية والأعياد ببعض الدوائر الحكومية، والحفلات الخاصة كالأعراس والمؤتمرات والعزائم حيث لاقت «التعتيمة المكية» التي اشتهرت بتقديمها أبو شوية استحسان الجميع حتى باتت تتصدر قائمة الطلبات في المناسبات التي تتعهد بها. وأضافت أبو شوية أنها أصبحت تتلقى طلبات لإعداد طاولات الاستقبال في الأعراس والمناسبات في صالة الرجال، مبينة أنها بعد أن نفذت طاولة الاستقبال في زواج ابن شقيقها في الصالة المخصصة للرجال أعجب الحاضرون بالفكرة وبدأت تتلقى العديد من الطلبات ونفذتها في أعراس أشهر العوائل المكية، ما دفعها إلى تطوير الفكرة والتعهد بتقديم الضيافة طيلة السهرة في صالة الرجال بحيث خصصت لهم تصميما يختلف عن النساء بالإضافة إلى توفير شباب يرتدون زيا موحدا يحمل شعار مطعمها لمباشرة الضيوف. بين القرى والهجر وعن شغفها بالتراث الذي يحتوي عليه مطعمها والأواني التي تستخدمها في الضيافة، ذكرت بأنها تتنقل بين القرى والهجر بالمملكة لجمع القطع التراثية وتضيف: إن المسافة التي أقطعها للحصول على مثل تلك القطع التراثية ليست بالبسيطة، إذ أستغرق في بعض الأحيان ما بين يوم إلى ثلاثة أيام متواصلة للوصول إلى قرية ما، مشيرة إلى أنها اكتسبت من تلك الهواية كثيرا من صفات الآباء والأجداد المتضمنة حب التراث وكيفية المحافظة عليه، والتي بدأت بها منذ أكثر من 16 عاما اقتنت خلالها كثيرا من المطرزات القديمة والتحف التراثية البحتة التي تميزت بها كثير من القبائل السعودية، مستغلة حنين الناس للماضي بكل تفاصيله الجميلة والأصيلة، وإقبالهم على التراثيات من جميع النواحي في الأكل واللبس والديكور، لافتة إلى أن القرى القديمة لا تزال متمسكة حتى الآن بزيها وتراثها القديم في المناسبات المختلفة، منوهة إلى أن أكثر المواسم إقبالا على الأجواء التراثية هي الغمرة - ليلة الحنة - والزواج، لاسيما أن معظم الناس باتوا يفضلون المزج بين المقتنيات القديمة وشيء من الحاضر، مضيفة إن كثيرا من القرى القديمة تتميز بألوان معينة، إذ يرمز اللون الأصفر عادة إلى قرية ميسان، بينما يرمز اللون الأحمر لبني سعد، ويفضل سكان منطقة الهدا أن تكون خلفية مطرزاتهم سوداء اللون.