اشتكى عدد من سكان حي بريمان الشعبي القاطنين بجوار مقبرة الحي القديمة من العشوائية المفرطة في الحي واستغلاله مستودعات للأخشاب والأثاث والمواد الغذائية ومواقف للمركبات الكبيرة الناقلة للزيت والغاز والوقود. وأجمع الأهالي أنهم يعانون من الإزعاج اليومي الذي تثيره المركبات الكبيرة في الحي، والعمالة الوافدة التي تستغل المنازل الشعبية القديمة مساكن لها غير نظامية بها كهرباء ومياه ومستلزمات الحياة اليومية. بداية تحدث خالد حمزة الظاهري أحد سكان الحي الشعبي فقال إن معاناتهم مستمرة منذ ما يقارب السنوات العشر، لأن منزله بجوار حوش يستخدم مواقف للمركبات الكبيرة التي تحمل الوقود. أضاف الظاهري: الحوش يعود لرجل لا نعرفه أبدا ولم نقابله طيلة حياتنا، رغم محاولة الوصول إليه الا أن العمال دائما يفيدون بأنهم لا يعلمون عنه شيئا، تحدثنا أكثر من مرة مع الدفاع المدني، وفعلا قاموا بإغلاق الحوش ليومين، وبعد ذلك عاد الحوش لممارسة عمله بشكل طبيعي كما كان في السابق، ولم يقفل منذ ذلك اليوم. وأفاد الظاهري أن المشكلة ليست فقط في المركبات الكبيرة التي تقف في الحي والإزعاج الذي تسببه بل الرائحة القوية التي تنبعث من المركبات بسبب الوقود الذي تحمله، ما تسبب بأمراض صدرية لجميع أفراد العائلة، أنا وزوجتي وأبنائي الأربعة. وأضاف الظاهري: أمي كبيرة في السن وهي في العناية المركزة في الوقت الحالي بسبب مشاكل في التنفس بسبب الرائحة المتسربة من الوقود. وطالب الظاهري الجهات المعنية بسرعة نقل المستودعات وتحويلها إلى أماكن خارج النطاق العمراني وبعيدا عن الناس، حتى لا يتأثر الأشخاص بما ينبعث منها من روائح مسببة لأمراض خطيرة قد تكون سببا رئيسيا في وفاة أحدنا. من ناحيته أفاد مشعل شباب العتيبي أحد سكان حي بريمان الشعبي أن بعض الأهالي قاموا باستئجار المنازل التي خرج منها أصحابها الأصليون بأسعار زهيدة مستغلين مساحة المنازل وأحواشها في تخزين الأخشاب والحديد ومواد البناء من إسمنت وبلاط وأحواض الحمامات وغيرها بطريقة غير سليمة أو نظامية. وأضاف: قبل (8) سنوات حدث حريق هائل في مستودع للأخشاب والحديد وكاد يودي بحياة سكان الحي جميعا لولا لطف الله تعالى وسرعة حضور الدفاع المدني للموقع ومكافحة الحريق ومحاربته في وقت وجيز. أضرار صحية وأفاد العتيبي أن المخاوف تراود الأهالي من حدوث حريق يودي بحياتهم وينهيها، ناهيك عن الأضرار الصحية التي تسببها الأخشاب المخزنة والحديد الصدئ خاصة بعد هطول الأمطار ما يتسبب في تسرب روائح كريهة في الحي. من ناحيته أفاد فاخر مشبب العتيبي أنهم تقدموا بشكوى للدفاع المدني من أجل إيقاف الممارسات الخاطئة في المنازل القديمة كتخزين المواد الغذائية والمركبات الكبيرة والأثاث المنزل بسبب قلة قيمة الايجار في الموقع الشعبي، ولذلك يستغله بعض التجار مستودعات لحفظ محتوياتهم غير مهتمين إن كانت الطريقة نظامية أو غير ذلك، أو إن كان يتسبب في أضرار للجيران من عدمه. وأضاف العتيبي: ننزعج كثيرا من حراس الأحواش من العمال الوافدين، حيث يتجمعون بشكل يومي يدخنون ويرفعون أصوات الموسيقى آخر الليل ويتبادلون النكات والضحك حتى وقت متأخر من الليل، لا شغل لهم غير حراسة المستودعات ولذلك لا يهمهم إن خلدوا للنوم باكرا أو متأخرا المهم حراسة المستودع. لايستجيبون وأفاد العتيبي أنهم تحدثوا أكثر من مرة مع العمال إلا أنهم لا يستجيبون مخبرين الأهالي أن ذلك ليس من شأنهم. متعب المقاطي أحد سكان الحي أفاد بأن أصحاب المستودعات لا يأتون إليها أبدا، ولا يمكن التوصل لهم، رغم المحاولات طيلة السنوات الماضية وكأن أسماءهم وهمية. وأفاد المقاطي بألا حل لديهم غير الشكوى للدفاع المدني أو الجهات المسؤولة حتى يقوموا بإيقاف الممارسات المخالفة التي تحدث في الحي الشعبي تحسبا لحدوث كارثة بيئية أو حريق لا قدر الله. وأضاف المقاطي أن العديد من الحكايات الاسطورية يتداولها الأهالي في الحي الشعبي خاصة المستودعات المظلمة والأحواش الكبيرة القديمة التي تحتضن أدوات منذ سنوات طويلة بعضها لا يمكن استخدامه. وأشار المقاطي: تشاهد العجب العجاب عندما تصعد لسطوح المنازل لمشاهدة الأحواش وما تحتويه، فيذهلك الأمر، لكبرها وقدمها واحتوائها على عدد كبير من المخزونات يعود بعضها لسنين طويلة وغير صالحة للاستخدام. وأضاف المقاطي أنه يستغرب من تخزين الأخشاب والحديد القديم الخرب حتى الوقت الحالي ووضع حراس عليه، لماذا لا يتم الاستغناء عنه ورميه، لأنه لن يستفاد منه أبدا، فحرارة الشمس والأمطار أتلفته ودمرته ولا يمكن استغلاله كمادة للبناء. من ناحيته أفاد العميد سالم المطرفي مدير الدفاع المدني بمحافظة جدة أنه عند تلقي الدفاع المدني أي شكوى بشأن مخالفة فإن الدفاع المدني يتحرك فورا للتأكد من صحة الشكوى ومن ثم اتخاذ الإجراء المناسب من غير تهاون بأرواح الناس، فشكاوى الأهالي تعد من أولويات الدفاع المدني لأنها قد تتسبب في ضرر وخطورة على أرواح الأهالي. وأفاد المطرفي أن لدى الدفاع المدني خطة مجدولة محكمة بخصوص المستودعات والأحواش، تتركز على جدة بأكملها والمناطق البعيدة والشعبية كالخمرة لكثرة المستودعات فيها، فنقوم بعمل جولات للتأكد من سلامة المستودعات، وعند اكتشافنا مستودعا مخالفا وغير مرخص نتخذ الاجراء المناسب حياله وقد يكون الإخلاء والإغلاق أهمها. حملة السلامة العميد سالم المطرفي أوضح أن إدارة الدفاع المدني ستمسح جدة كاملة من جنوبها لشمالها والمنطقة الصناعية. وأضاف: نحن في منطقة شرق جدة في الوقت الحالي، وسنذهب إلى كيلو سبعة وكيلو ثمانية وكيلو 14 والحرازات وقويزة. وأفاد المطرفي أن لديهم حملة سلامة شاملة في محافظة جدة، ووعد المطرفي بحملة تفتيشية خاصة لمنطقة بريمان العشوائية في الوقت القريب وستشهد «عكاظ» الزيارة ميدانيا وما سيحدث فيها.