تحولت فرحة سكان حي ريع الحدادة في العاصمة المقدسة بمشروع توسعة الخط الرئيسي الذي يربطهم بريع ذاخر، إلى خوف وقلق بعد أن توقفت عمليات الإزالة، وأصبحت المنازل التي أخليت من السكان لتنفيذ المشروع أوكارا لضعاف النفوس، فضلا عن أنها باتت مهيأة للسقوط في أي لحظة، خصوصا التي أزيلت أجزاء منها ولم تستكمل. وطالب أهالي ريع الحدادة بإنهاء مخاوفهم سريعا بإنجاز المشروع، وإنهاء العشوائية التي تسيطر على الحي منذ نصف قرن، ملمحين إلى أن ضيق الطرق يعيق حركة آليات الإنقاذ لمباشرة أي حريق يندلع في المكان. وأفاد عيضة المطرفي أن فرحتهم في ريع الحدادة بإزالة عدد من البنايات لتوسعة الخط الرئيسي المؤدي إلى ريع ذاخر لم تكتمل بعد التوقف المفاجىء للمشروع دون معرفة الأسباب، ملمحا إلى أن الموقع الذي لم يكتمل تشييده تحول إلى أوكار للمخالفين، فضلا عن تسببه في ضيق الطريق وصعوبة التحرك داخله، مشددا على أهمية أن يتحرك المسؤولون لتدارك الوضع. وبين المطرفي الذي يقطن في الحي منذ نصف قرن أنه لم ينفذ من مشروع الإزالة سوى 50% ملمحا إلى أن المنطقة المزاولة حولها السكان إلى مواقف لسياراتهم. وألمح إلى أن العشوائية التي تطغى على ريع الحدادة أوجدت العديد من المعوقات والصعوبات أمام رجال الدفاع المدني والهلال الأحمر للوصول إلى موقع الحريق أو الحالة، بسبب ضيق ممرات الشوارع التي بالكاد تتسع لمركبة واحدة، مما يجعلها لا تصل في الوقت المناسب. وشكا المطرفي من أن الحي يعاني من انقطاع متكرر للكهرباء وتستمر لساعات طويلة، وذلك ما يجبره على الاستعانة بضوء المركبات حين توجهه إلى المسجد ليلا. إلى ذلك، شكا عمر الزويهري من كيابل مؤقتة تزودهم بالتيار لأيام عدة، ومن ثم تزال ليتجدد مسلسل الانقطاعات، ملمحا إلى أن طرق ريع الحدادة يشكو من غياب السفلتة وانتشار الحفر فيها، وذلك ما يجعلها تتسبب في تعطل المركبات. بدوره، قال نسيان العتيبي: «لم تكمل الشركة المنفذة لتوسعة الخط الرئيسي للمشروع، فتحولت البنايات التي لم تتم إزالتها بالكامل إلى أوكار للعمالة السائبة، كما أنها باتت تشكل خطرا على العابرين لأنها أصبحت مهددة بالسقوط في أي لحظة» .. مشيرا إلى أن عملية الإزالة تتم ببطء شديد، فعملية إزالة مسكن صغير تستنفد أشهرا عدة. وتذمر العتيبي من الغبار والأتربة التي تنتشر في الحي نتيجة عمليات الإزالة مما أصابهم بالأمراض الصدرية، متمنيا تدارك الوضع مستقبلا. في حين، أعرب عبدالعزيز الزويهري عن استيائه من توقف عملية الإزالة لأشهر عدة، متمنيا أن ينجز المشروع في أسرع وقت. وقال: «ولم نر أي تحركات جديدة جارية على المشروع في الوقت الحالي كما لا يوجد أي أسباب تدعو لإيقافه، خصوصا أن هناك ضرورة في تنفيذ هذا المشروع لفك أزمة الحي». وأوضح الزويهري أن ريع الحدادة أحد أحياء مكة القديمة والواقعة بين منطقة الخنساء شرقا وبين ريع ذاخر غربا وهي منطقة تغص بالسكان من جميع الجنسيات رغم ضيقها وعشوائيتها، ملمحا إلى أنهم أطلقوا عليه هذا الاسم «الحدادة» لانتشار ورش الحدادة فيه. فك طرق حديثة أكد مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة أن العمل جار في المشروع الحيوي لتوسعة الطريق الرئيسي وفك طرق حديثة في ريع الحدادة، مبينا أن التنسيق قائم مع الجهات الأمنية للحفاظ على سلامة وأمن السكان لاسيما المجاورين للمباني التي شهدت إزالات. ووعد المصدر بإنهاء أي معوقات تعترض سير المشروع، مؤكدا حرصهم على إنجازه في الوقت المحدد.