استبشرت المعلمات في عدد من مناطق المملكة بالاتفاقية الموقعة بين وزارة النقل والإدارة العامة للمرور لإيجاد 6 شركات عالمية لنقل المعلمات في (الرياض، جدة، عسير، جازان، وتبوك)، وأكدن أن تنظيم قطاع نقل المعلمات عبر الشركات بات ضرورة ملحة كونهن يتعرضن لكثير من الإشكاليات أقلها تعطل المركبة في الطريق، وأشرن إلى أن إيجاد شركات ذات خبرة وإمكانيات عالية، وسائقين على مستوى عال من التدريب والتأهيل، سيحد من هذه المشكلات والحوادث المرورية. بدوره أكد رئيس لجنة النقل في الغرفة التجارية الصناعية بجدة محمد المانع أن الاتفاق بين وزارة النقل والإدارة العامة للمرور من شأنه أن يساهم في تنظيم القطاع وتقديم الخدمات وفق معايير محددة سواء في وسيلة النقل أو العاملين فيها، إذ تعمل هذه الشركات على سد الفجوة العميقة الحالية في الحد من مخاطر الطرق والسائقين غير المؤهلين، مشيرا إلى أهمية تهيئة المجتمع لثقافة ارتياد مواصلات النقل العام تزامنا مع المشاريع التي سيحظى بها هذا القطاع من أجل تحقيق الاستفادة الفعلية والحد قدر الإمكان من حوادث الطرق التي يتسبب فيها السائقون غير المؤهلين أو نتيجة عدم الإهتمام بصيانة المركبات. معاناة يومية المعلمة هناء هوساوي قالت ان معاناتها وزميلاتها تجددت مع أول يوم من بدء الدوام الرسمي للمعلمين والمعلمات، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم تعهدت بالتعاون مع وزارة النقل لحل هذه المشكلة وتوفير نقل مدرسي نظامي وآمن للمعلمات في المناطق النائية، يحفظ أرواحهن وممتلكاتهن من الخطر الذي يحدق بهن يوميا ذهابا وإيابا بين المدرسة والبيت. وبينت أن رواتب سائقي النقل المدرسي تضاعفت عن العام الماضي رغم الملاحظات الكثيرة على المركبات وتجاوزات بعض السائقين المخالفة لأنظمة السلامة المرورية، الا أن الحاجة التي أجبرتنا على الرضوخ لمطالبهم من أجل الوصول الى أعمالنا في الموعد المحدد، مضيفة أن الكثير من المعلمات يخرجن من منازلهن عند الساعة الثالثة فجرا ليتمكن من الوصول الى مدارسهن مبكرا، ويتعرضن للعديد من المخاطر والمهالك لا يعلمها الا الله، فبعض المناطق ماطرة، وأخرى تنقطع بها شبكات الاتصال والكهرباء. وترى هوساوي أن تنفيذ خطة النقل المدرسي هذا العام عبر الشركات سوف يسهم في تخفيف الأعباء والهموم التي تعانيها المعلمات، خاصة أن البعض منهن يستقللن أكثر من وسيلة مواصلات للوصول إلى مقار مدارسهن، وأخريات يكملن مسيرتهن سيرا على الأقدام عبر مرتفعات وطرقات تعجز السيارات عن صعودها او السير فيها بمناطق جبلية، خاصة أثناء هطول الأمطار وجريان السيول. سكن للمعلمات وتشكو المعلمة هنادي الحربي إحدى المنقولات من تعليم جازان الى قرى الليث بمنطقة مكةالمكرمة، وزميلاتها من عدم توفر السكن المناسب والآمن في القرية التي يقمن بها، خاصة أن اغلب الخدمات غير متوفرة، بالإضافة إلى السرقات التي تتعرض لها منازل المعلمات المقيمات أثناء الإجازة الأسبوعية، فضلا عن المخاوف والمخاطر التي قد يتعرضن من يقمن بمفردهن أو من خلال مجموعات نسائية دون وجود محرم أو حارس للسكن، وكذلك غلاء أسعار الإيجارات التي طالت اغلب مناطق وهجر وقرى المملكة. واقترحت الحربي أن تؤمن الوزارة سكنا خاصا للمعلمات داخل المدرسة مطابقا لشروط ومعايير السلامة، بالإضافة إلى تأمين حاضنة لأطفالهن، وتامين سكن للحارس وأسرته داخل المدرسة كذلك، أو توفير مركبة خاصة لنقل المعلمات في حال كان السكن خارج المدرسة، ومراقبة المدرسة من قبل الدوريات الأمنية على مدار الساعة، وتأمين وسيلة اتصال بين المدرسة والشرطة. تجربة نهى ومن ينبع تقول المعلمة نهى محمد: النقل من القضايا التي تشغل فكر المعلمات عند التعيين بسبب مخاطر وسائل المواصلات غير المهيأة، كما أن غالبية السائقين من كبار السن ممن يعانون من الضغظ والسكري الذي يؤثر بالتالي على قوة النظر لديهم. ومن واقع تجربتها تقول نهى: أعمل في إحدى المدارس بمنطقة المدينةالمنورة وأصل إليها بعد رحلة تستغرق ثلاث ساعات، وأتناوب والزميلات الانتباه للطريق خوفا من إرهاق السائق، ولكن مع إيجاد شركات النقل سيصبح القطاع منظما بشكل أفضل.