تشهد مناهج التعليم في مدارسنا تحولات جذرية بما يؤدي إلى تبني الخطط التعليمية التطويرية وبما يمكن المهتمين بمخرجات التعليم من مواجهة التغيرات والاتجاهات التربوية الحديثة المعنية بفكر الطالب وسلوكه. ومن ضمن هذه التغيرات التطويرية a (التقويم المستمر) في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة كمشروع تعليمي تطويري يهدف إلى متابعة الطالب عن قرب وتقويمة وقياس قدراته التعليمية ومدى تجاوبه واستفادته من مفردات المنهج أولا بأ ول. ولكن أدى ضعف تطبيق هذا النظام التعليمي والجد في متابعته وغياب الاختبارات الجدية المحددة وعدم إدراك المعلمين لآليات التطبيق الفعلي وغياب الأسرة من متابعة أبنائهم وازدواجية إيصال المعلومة للطالب بين البيت والمدرسة. أدى كل ذلك إلى تدني مستوى الطلاب التحصيلي مما يدعو إلى القلق من خطورة ما آل إليه هذا الوضع السيئ في ضعف قراءة الطالب وتعلثمه الواضح وسوء كتابته المشوهة بكل أنواع الأخطاء الإملائية الشائعة، مما ينذر بتخرج طلاب هم للأمية أقرب منهم للتعليم. أحد المهتمين بالتعليم قال في هذا الصدد: (شتان بين طالب الأمس في مرحلته الابتدائية، حيث كان باستطاعته تحرير معروض إلى أي مسؤول أو جهة حكومية، وبين طالب جامعي تخرج حديثا لا يستطيع كتابة خطاب بلا أخطاء يستجدي فيه طلب وظيفه). والمحزن حقاً هو أننا لا زلنا مقتنعين بهذا الأسلوب التعليمي غير المرضي في نتائجه بسبب سوء تطبيقه العملي من قبل المعلمين والمشرفين الذين لا يقدمون رؤية علمية واضحة تسهم في إصلاح ما أفسده المقصرون في أداء العمل بكل مهنية وأمانة وإخلاص.