طالب عدد من المواطنين بإلغاء «التقويم المستمر» المطبق في المرحلة الابتدائية بعد الغاء اختباراتها . وقالوا ل «المدينة» : إنه اثبت على مدى السنوات الماضية انه لا فائدة من تطبيقه وانه سيخرج أنصاف متعلمين ، وأنه «مشروع فاشل ولد ميتاً» . وقالوا : إن الخلل في تنفيذ هذا البرنامج التعليمي أثمر وجود تساهل مع الطلاب والطالبات، فما عادت هناك فروق واضحة بين مستوياتهم والنتيجة تدني المستوى التعليمي وضعف المخرجات. وقال : إن المعلمين باتوا مضطرين لإنجاح الطلاب لأنهم لو أعطوا تقديرا غير جيد للطلاب في المهارة فإنهم سيخضعون للمساءلة من قبل لجنة إشرافية . ودعوا الى إجراء دراسة ميدانية لهذا المشروع والذي تعتزم الوزارة تطبيقه على بقية المراحل وكشف مواطن الخلل في هذا المشروع وإصلاحها أو حتى إلغاء النظام بالكامل . في البداية يقول محمد الجهني : إن التقويم المستمر هو من المعضلات التي تواجه التعليم وليس من الحلول ، فالتقويم سوف يخرج علينا بأنصاف متعلمين وقد يتخرج بعضهم وهو لا يجيد القراءة الصحيحة والكتابة !!. ويتمسك الجهني برأيه ومطالبته بإلغاء التقييم المستمر حيث يقول انه عندما يذاكر لإخوانه أو يسأل احد أقاربه من الدارسين يجدهم غير ملمّين بالمناهج وغير متمكنين وخصوصا المواد العلمية التي تحتاج إلى مذاكرة مستمرة وفهم عميق لمحتواها من جانبه قال احمد العنمي: إن الجميع يعلم بوجود هذا الخلل في تنفيذ مبدأ التقويم المستمر منذ بداية تطبيقه في مدارسنا . وأضاف: إن الخلل في تنفيذ هذا البرنامج التعليمي أثمر وجود تساهل مع الطلاب والطالبات، فما عادت هناك فروق واضحة بين مستوياتهم والنتيجة تدني المستوى التعليمي وضعف المخرجات. برنامج بلا ملامح اما سامي الجهني فقال: إن الأسباب التي يفترض أن برنامج التقويم المستمر أقرّ لأجلها قد ضاعت ملامحها وسط خلل تنفيذه على أرض الواقع ، فالبرنامج أساساً وضع لكي يخلص طلابنا من رهبة الامتحانات بشكلها المتعارف عليه، لذا جاء هذا البرنامج ليجعل الطالب يذاكر طوال السنة بشكل مستمر، لكن هذا لم يحدث في الواقع، لأن تساهل المعلمين في النجاح جعل الطلاب أيضاً يتساهلون في المذاكرة. وطالب عبدالمجيد ظاهر وزير التربية والتعليم بإجراء دراسة ميدانية لهذا المشروع والذي تعتزم الوزارة تطبيقه على بقية المراحل وكشف مواطن الخلل فيه وإصلاحها أو حتى إلغاء النظام بالكامل . خطأ ممارسة الأسلوب من جهته قال الدكتور صالح بن علوان الشمراني مدير عام التقويم بوزارة التربية والتعليم سابقاً ومساعد مدير مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم إنني أتفهم ما يقوله أولياء ألامور وكذلك الطلاب حول المطالبة بوقف استخدام أسلوب التقويم المستمر، بسبب عدم فعاليته في تحسين تعلّم الطلبة من وجهة نظرهم. والحقيقة أن ما يقولون لا يبتعد كثيرًا عن الحقيقة في واقع المدارس اليوم وذلك يعود لخطأ ممارسة المعلمين والمعلمات للأسلوب السليم للتقويم المستمر كما ينبغي. فالهدف الرئيس من استمرارية التقويم خلال الفصل الدراسي هو تحقيق الإتقان في تعلّم المعارف واكتساب المهارات المستهدفة في المرحلة الابتدائية، وليس الاكتفاء بالتقويم الختامي الذي يتم في نهاية تدريس عدد من الوحدات أو نهاية الفصل الدراسي من أجل وضع الدرجات والتقدير للطلبة. وأضاف: إنني أختلف مع أولياء الأمور ومن ينادي بإلغاء التقصير والخلل وذلك لجدوى فاعليته إذا ما تمت ممارسته بأسلوب صحيح وفقًا لأسس علمية . وأشار الى ان هناك خطّة لدى الإدارة العامة للتقويم في الوزارة لمعالجة المشكلات ، حيث شرعت في تطبيقها نهاية العام الدراسي الماضي بإعداد مواد توضيحية وتدريبية للمعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات وعقد دورتين تدريبيتين لعدد من المشرفين والمشرفات من مناطق ومحافظات تعليمية مختلفة. وقال : إن من ينتقدون التقويم المستمر ينطلقون من النتائج وهي عدم تحسّن أداء الطلبة وضعفهم في المهارات المستهدفة في المرحلة الابتدائية وبخاصة مهارات القراءة والكتابة والحساب، وهم محقون في ذلك ولكن ينبغي أن تكون مطالبتهم بتشخيص المشكلات وحلّها وليس بإلغاء النظام . وأكد على الإيجابيات التي يحققها هذا المشروع حيث يقول أن التقويم يحقق الإتقان والتمكّن من المعرفة والمهارة. وأمّا السلبيات، فقد تحدث بسبب الخلل في الممارسة من قبل المعلمين والمعلمات وغياب الأطر النظرية والنظام الواضح للتقويم المستمر لدى الوزارة.وبالتالي فليس من الإنصاف تحميل نظام التقويم المستمر وحده ضعف مستوى التحصيل لدى الطلبة، فالمنظومة كاملة تحتاج إلى تطوير متوازن، فالتطوير الجزئي غير المؤصّل أضرّ كثيرا ببرامج الوزارة التطويرية على مدى السنوات الماضية، ولعل هذا يتم تداركه في مشروعات وكالة الوزارة للتخطيط والتطوير التي تستهدف الشمولية ومنها التقويم المستمر. الوزارة تعترف بالخطأ وكانت وزارة التربية والتعليم قد صرحت سابقا ان هناك خللا واضحا في مفاهيم وممارسات المعلّمين والمعلّمات لبرامج التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية بالمدارس. كما أن هناك تباينا بين المعلّمين والمعلّمات في مفهوم التقويم المستمر، وممارساته، وأن عددًا كبيرًا منهم لم يستطع تبرير عدم معرفته للمفهوم الصحيح . كما طالب عدد من قادة اللقاء التربوي المنعقد في الرياض قبل عدة اشهر بإلغاء التقويم المستمر في مداخلاتهم ونقاشاتهم في الندوات التي عقدت خصيصاً لهذا الشأن . ولكن الوزارة سرعان ما تراجعت عن تلك التصريحات وأكدت على أن المشروع قابل للتطبيق وأنه سيرفع من مستوى الطلاب وأن المشروع قد اثبت نجاحه على ارض الواقع .