أشاد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في حديث ل «عكاظ» بدعم المملكة لمصر وقال إن الموقف السعودي ليس غربيا بل هو موقف أصيل يذكرنا بموقف المملكة خلال حرب أكتوبر 1973.. مبررا على وجه التحديد الجهد الدبلوماسي السعودي الذي عمل على تصحيح الرؤية الخاطئة للأوضاع في مصر. وحول زيارته لروسيا قال فهمي قبل توجهه إلى موسكو: من الأهمية بمكان أن توسع مصر اتصالاتها بالدول الكبرى وزيارتي لموسكو هدفها الأساسي التشاور مع الجانب الروسي لدعم العلاقات في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية وتناول عدد من القضايا الإقليمية الشائكة خاصة الوضع السوري في المقام الأول وعملية السلام وعددا من القضايا الإفريقية حيث تأتي الزيارة قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو محفل يجمع عددا كبيرا من الدول والمسؤولين لتناول الوضع الدولي العام لذلك فإن توقيت الزيارة مناسب للغاية وأرى من المنظور المصري أن لها الأهمية الكبرى بأنها تفتح مجالا للتعاون مرة أخرى مع دولة كانت تربطنا بها علاقات متميزة في الماضي. وحول الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا قال: إننى أرحب بالتنسيق الدبلوماسي الروسي الأمريكي وإنه يوفر أساسا طيبا للوصول إلى حل للخروج من مأزق المواجهة والتعامل مع خيار بالغ الخطورة وهو استخدام القوة العسكرية ضد سوريا ونأمل أن تكون الخطوة الروسية بداية للتعامل السياسي والدبلوماسي مع الأزمة السورية بالكامل وأن تكون خطوة متقدمة نحو مؤتمر جنيف2. وحول الجهود الدبلوماسية في السفارات المصرية بالخارج لتوضيح حقيقة ثورة 30 يونيو قال: إن الجهد الدبلوماسي بدأ من بداية الثورة حيث بدأ العمل الدبلوماسي بشكل متدرج والنتائج تظهر بعد قليل ولاشك هناك نتائج ملموسة لهذا الجهد لتغيير الصورة وتوضيح الموقف والتركيز حاليا على تنفيذ خارطة الطريق وماهو قادم ولكن التحدي المطروح هو أنه مازالت هناك أطراف معادية للثورة المصرية تعمل في الخارج وفي الداخل ومحاولة تقييد حركة الثورة المصرية والمساس بشرعية الثورة المصرية وهي أمور نتصدى لها ولكن لن نهدأ إلا بتنفيذ خارطة الطريق كاملة وتقوم الحكومة الحالية بتسليم المسؤولية لحكومة جديدة ومنتخبة بعد انتخابات برلمانية ورئاسية قادمة طبقا لخارطة الطريق في أعقاب وضع الدستور المصري والذي يشمل ويجمع كل المصريين. وحول عودة السفير المصري إلى تركيا قال وزير الخارجية: ما دار بيننا وبين تركيا خلال الفترة الماضية وما شاهدناه من الجانب التركي كان فيه تجاوز ليس في السياسات وهناك هدوء نسبي في التصريحات وهذا تطور في الاتجاه الصحيح وعاد السفير التركي إلى مصر ونحن نتابع الموقف ومن السابق لأوانه إرسال السفير المصري إلى تركيا مرة أخرى ولكل حادث حديث. وحول تطورات العلاقات المصرية القطرية قال: الوضع مع قطر مختلف تماما وقطر دولة عربية لذلك نشترك معها في هوية مشتركة والمسألة مع قطر تدور في نطاق العائلة العربية إضافة إلى أن الاضطراب في العلاقات المصرية القطرية يعود منذ سنوات بسبب سوء العلاقة بين الرئيس الأسبق «حسني مبارك» وأمير قطر السابق ثم شعور المصريين بأن قطر اقتربت أكثر من اللازم من فصيل واحد في المجتمع المصري وهو فصيل الإخوان - حسب قوله - ونحن نرى أنه ربطتهم علاقات قوية في العام الماضي رغم نفي القطريين ذلك وأن علاقتهم لم تكن بفصيل بعينه ويؤكدون أن الدعم الذي قدموه كان لمصر بأكملها ويشيرون بأن دعمهم للمجلس العسكري كان أكثر من دعمهم وقت الإخوان ولكن من الأمور التي تعقد الوضع وتبطئ من تطور العلاقات إيجابيا دور قناة الجزيرة الذي يسيء ليس للمصريين ولكن لقطر أيضا حيث يخل أسلوب أداء القناة بكل قواعد المهنية الإعلامية وأرى أن الأمر تجاوز حملة ضد مصر ليصل لحدوث تجاوزات ضد قطر نفسها ونأمل أن تنظر الحكومة القطرية ليس في غلق المحطة وهذا ليس دورنا أو طلبنا وإنما تنظر في توجيهها للتعامل مع الأحداث والأخبار بشكل مهني وموضوعي ورغم الرواسب القديمة في العلاقات المصرية القطرية إلا أن وجود أمير جديد في قطر وحكومة جديدة في مصر يدفع الجميع لاتخاذ مواقف محددة بعيدا عن الشعارات والتمنيات لتعمل لصالح البلدين وأتطلع أن يكون هناك تطور في المواقف وحدوث تحسن في العلاقات بين البلدين العربيين. وحول العلاقات المصرية الأمريكية قال: إن الولاياتالمتحدة مشغولة حاليا بسوريا ولكنها ستعود للتعامل مع الملف المصري لأنه ملف مهم بوزنه وحجمه الإقليمي ومن الصعب تجاهله وأرى أن الجانب الأمريكي أصبح أكثر تفهما بحقيقة الأوضاع في مصر ويعلم جيدا أن الطريق هو التعامل بفهم مع الأمر ولايمكن التعامل مرة أخرى مع الماضي وفي نفس الوقت يتمسك الجانب الأمريكي بوضع إطار يجمع كل الأطراف السياسية في مصر من خلال خارطة الطريق دون إقصاء لأحد وهذا الموقف لانعترض عليه طالما هذه الأطراف تنبذ العنف ولاتتعرض لاتهامات جنائية وتلتزم بخارطة الطريق. وقال: إن العلاقات المصرية الأمريكية مازال فيها قدر من الاضطراب خاصة مع كثرة الحديث أن وسيلة الضغط على مصر من خلال المساعدات الأمريكية وهذه سياسة مضرة للجانبين ومصر دولة عمرها سبعة آلاف عام لاتقبل أن تعامل بمبدأ العصا والجزرة خاصة بعد مرور 40 عاما على حرب أكتوبر وعلى وجود علاقات متميزة ومتواصلة مع الولاياتالمتحدة ونحن نقبل بالمساعدات إذا تم طرحها بشكل إيجابي أما إذا استخدمت كوسيلة ضغط ومحاولة لفرض سياسات معينة ستكون نتيجة ذلك الفشل ونحن نتابع الموقف ونتطلع لعلاقات طيبة مع الولاياتالمتحدة وإدارة طيبة للعلاقات بمعنى أن هناك نقاطا نختلف فيها وأخرى نتفق فيها ونحن نقر بأن العلاقات حاليا تعاني من الاضطراب.