تعهدت قطر أمس منح مصر ثلاثة بلايين دولار عبر شراء سندات حكومية لمساعدة اقتصادها المتعثر، ووعدت بتزويد مصر بالغاز الطبيعي خلال الصيف إذا احتاجته لتغطية الطلب المتزايد على الطاقة. وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني عقب محادثات أجراها مع نظيره المصري هشام قنديل في الدوحة أمس، التوصل إلى «اتفاق بإضافة سندات من الحكومة القطرية بقيمة 3 بلايين دولار للحكومة المصرية، وسيبدأ العمل بذلك خلال الأيام المقبلة، وستضع الجهات المختصة تفاصيل هذه الوديعة أو هذه السندات». وقال إن الرئيس المصري محمد مرسي اتفق خلال اجتماع مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على هامش القمة العربية الأخيرة في الدوحة، على «دعم إضافي للأشقاء في مصر». وأكد أن بلاده «ستساهم في كل المشاريع التي ستطرحها مصر، وبينها مشاريع صناعية». وكانت قطر تعهدت تقديم خمسة بلايين دولار لدعم الاقتصاد المصري منذ انتخاب مرسي. ووصف رئيس الوزراء القطري اللقاء مع نظيره المصري بأنه «إيجابي وعملي». وقال إنهما بحثا «في العلاقات الثنائية ومجالات الاستثمار»، كما «تم البحث في موضوع الغاز و هو موضوع مهم، خصوصاً في فصل الصيف. وقد يكون هناك نقص في الغاز في مصر، ونحن نبحث في كيفية تغطية هذا العجز بالتصدير لفترة محددة إلى أن تكون هناك قدرة لدى الجانب المصري» على تغطية العجز. وأكد أنهما بحثا في مشاريع قطرية قائمة حالياً في شرم الشيخ والغردقة «حيث بدأت استثماراتنا قبل خمس سنوات». وأكد أن «العمل يجري للمساعدة في تطوير تلك المناطق في شكل يعود بالخير على الطرفين، كما بحثنا في مواضيع الحديد والصلب والمناطق الصناعية التي ستطرحها مصر، وقطر ستشارك في مزايدات في هذا الشأن». وقال إن «قطر تعتبر مصر الشقيقة الكبرى للعالم العربي، وقوتها قوة لكل العرب». ولفت إلى «وجود خلافات سياسية قبل الثورة مع مصر بسبب مواقف سياسية محددة لا داعي لذكرها الآن»، قبل أن يشير إلى أن أمير قطر «زار مصر بعد الثورة مباشرة ثم زارها ولي العهد الشيخ تميم بن حمد وزرتها أنا... وكلام ولي العهد أمس في الدوحة أثناء لقائه قنديل كان واضحاً فيه دعمه لمصر ونظرته إلى مصر التي لا غبار عليها، وشدد على استمرار هذه العلاقة بالوتيرة والزخم عينهما». وأضاف رداً على انتقادات مصرية للدور القطري، أن علاقة بلاده مع مصر «لا تتأثر بالإعلام... نحن نحترم الإعلام الجاد والبناء. والإعلام الآخر نقدر ما يقوله ونفهم ما يقوله ولماذا يقوله، لكن الآن الشعوب واعية وتستطيع أن تفصل بين السمين والغث». وقال إن «تعليقاً إعلامياً ظهر (أول من) أمس، وقلت للأخ هشام (قنديل) أين ملف بيع مصر، فقال لي أنا جئت لآخذ سندات». ورأى أن «الإعلام للأسف يفسر كل شيء إيجابي تفسيراً سلبياً، لكن هذا لن يؤثر على موقف قطر في التعامل مع إخواننا في مصر والشعب المصري. موقفنا واضح، وهو الاستمرار الى جانب أشقائنا، وأنا متأكد أن مصر ستنهض اقتصادياً وسياسياً لأنها دولة كبرى وتستطيع أن تلملم هذا الموضوع، وطبيعي أن يحدث ما يحدث بعد أي ثورة». وأكد أن قطر «لا تريد وضعاً خاصاً، ولا نطلب من الحكومة المصرية مقابلاً للدعم القطري، دعمنا من منطلق أخوي للشعب المصري، لم نتكلم كلمة واحدة عن مقابل». وأعلن أن «الشركات المصرية إذا تأهلت للعمل (في مشاريع كأس العالم في قطر 2022) لا تحتاج نظام الكفيل، تستطيع العمل في شكل مباشر. هذا دعم لمصر، وتستطيع أيضاً عمل تحالفات، لكنها يمكن أن تعمل مباشرة، هم مرحب بهم». أما رئيس الوزراء المصري فقال إن محادثاته في الدوحة «تناولت العلاقات ودعمها والاستثمارات القطرية القائمة وكيفية تفعيلها». ورأى أن «الاستثمار القطري في مصر حتى الآن ليس كما يشاع، هو كبير لكن ترتيب قطر في قائمة المستثمرين الأجانب ما بين 18 إلى 20. نريد الدفع بالاستثمارت القطرية الى مستوى أكبر، وتفعيل الاستثمار القائم وزيادة الاستثمارات في مجالات عدة بينها السياحة والصناعة والطاقة والبترول». وأكد أن «هذه المجالات كلها ستطرح للمستثمرين وسيتقدم إليها الجانب القطري، ونأمل بأن تكون هناك استثمارات كبيرة لأن السوق المصرية واعدة». وأكد اهتمام حكومته بعلاقاتها الاقتصادية الاستثمارية مع الدول العربية والافريقية والولايات المتحدة. وأعلن أن زيارته للدوحة «هي باكورة زيارات ستشمل دولاً عدة لتشجيع الاستثمار في مصر». واعتبر أن الزيارة «ناجحة، ونشكر الإخوة القطريين على دعمهم المستمر للشعب المصري، خصوصاً بعد ثورة يناير». ولفت إلى «وجود تحديات كبيرة ليس فقط في مجال التشريعات، بل في موضوع الأمن، ونحن في مرحلة انتقالية بعد الثورة وعادة تكون هناك اتجاهات يميناً ويساراً، لكننا مدركون لهذا الأمر، ونعمل على مواجهته». وأكد أن «أرقام السياحة الشهر الماضي كانت متقاربة مع نظيرتها في آذار (مارس) 2010، والآن السياحة تعطي مدخولاً للدولة والحكومة كما كان قبل الثورة، وهذا دليل على أن هناك مجهودات لتوفير الأمن والمناخ الملائم للاستثمار». وأكد أن «هناك تعديلات تشريعية تتيح حل نزاعات المستثمرين من خلال إطار قضائي، كما تضمن حق الحكومة والشعب المصري وحل المشاكل بصورة سريعة وقوية». وشدد على اهتمام حكومته ب «الشفافية ومكافحة الفساد». ورأى أن «مصر بيت العرب، وعلاقاتها جيدة مع الدول العربية، وستعود أفضل مما كانت، وستقف إلى جانب العرب والأفارقة». وقال: «يجب ألا ندع المواقف الفردية تؤثر على المواقف الرسمية والشعبية... من مصلحة الجميع التعاون مع مصر». وأكد أن الجانب القطري «أبدى اهتماماً بمشاريع جديدة ستطرحها مصر خلال أسابيع للجانب القطري ولآخرين». وأكد أن «القطاع الخاص سيدفع بالاستثمار وهناك فرص للشركات المصرية للمشاركة في مشاريع كأس العالم (في قطر) وندعوها للاستعداد حتى يكون لها نصيب».