خرج الرئيس اللبناني ميشال سليمان على اللبنانيين أمس، برسالة واضحة المعالم والأهداف، تشير إلى أن إعلان بعبدا لم يتضمن أي نص بالمقاومة وسلاحها، في ضوء الروايات التي أطلقها البعض، وآخرهم النائب سليمان فرنجية، حول إعلان بعبدا وظروفه، إذ قدمت رئاسة الجمهورية الوقائع. وكان فرنجية في آخر إطلالة إعلامية له منذ أيام، أشار إلى أن إعلان بعبدا، لم يصدر، بل جرى طرحه ليناقش لاحقا، وهذا بالتحديد ما ركز عليه بيان سليمان، إذ أكد أن النقاش استغرق أكثر من ثلاث ساعات وإحدى وأربعين دقيقة، قبل إقراره. والملاحظ أنه منذ ورد الأمر الإيراني لحزب الله بالقتال داخل سورية إلى جانب نظام بشار الأسد، يحاول الحزب وأتباعه أن يتملصوا، بما يمكن من روايات وأسباب، من توقيع إعلان بعبدا، الذي اتفق فيه الجميع على النأي بالنفس عن التطورات الميدانية في سورية، سواء لجهة دعم النظام أو الرئيس ضد المعارضة، بالمقاتلين والسلاح". ورأت مصادر سياسية في بيروت ل"الوطن" أن "بيان رئاسة الجمهورية قطع دابر مواربة بعض الشخصيات السياسية التي تدور في فلك النظام السوري لا سيما حزب الله للتنصل من التزاماته وكشف نوايا الحزب الهادفة إلى إحداث مزيد من التخريب وغموض الصورة حول لبنان ومستقبله وربطه بالتطورات الإقليمية". وأشارت إلى أن "أهمية البيان قبل أيام قليلة من زيارة سليمان إلى الولاياتالمتحدة، ولقائه المتوقع مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، إذ إنه رسالة واضحة بإعلان بعبدا لم يتضمن أي احتضان لسلاح حزب الله، وأن البيان الجديد لأي حكومة لن يلزمها بصيغة الجيش والشعب والمقاومة، وهو يؤكد على حياد لبنان من أحداث سورية ورفع الغطاء عمن يتورط هناك إذا لم يستجب لقرارات الحوار". وقالت الرئاسة في بيانها بشأن "إعلان بعبدا"، إنه "توضيحا للالتباسات التي أثيرت في الإعلام عن الحوار الوطني، ومنعا لأي غموض في شأن الوثيقة التاريخية، تضع رئاسة الجمهورية بعض الحقائق استنادا إلى محاضر الجلسات المحفوظة في قصر بعبدا". ولفت العميد المتقاعد بسام يحيى، الذي تلا البيان إلى أن "معظم الفرقاء شاركوا في الحوار في مشروع الاستراتيجية الدفاعية لإزالة الاعتراضات، وأصر الرئيس سليمان على دراسة بنود البيان بالتدرج للتعديل عليه، والموافقة عليه قبل صدوره، واقترح سليمان إرسال البيان إلى الجامعة العربية والأممالمتحدة نظرا لصدقية لبنان"، مشيرا إلى أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري تلا التعديلات المستحدثة على بيان إعلان بعبدا، وتم التأكيد عليه في 3 جلسات تلت إقراره". وتابع: "لقد أشار الرئيس سليمان إلى اعتماد إعلان بعبدا كوثيقة رسمية من إعلانات الأممالمتحدة في الجلسات اللاحقة، ولم يتضمن الإعلان أي نص عن المقاومة وسلاحها، أو وضعها في تصرف الدولة، بل وضع تصورا اعتبرته هيئة الحوار منطلقا للمناقشة، وأفسحت في المجال لمناقشته في جلسات لاحقة لم تعقد حتى تاريخه". وأوضح أن "إعلان بعبدا يشكل اطارا سياسيا جامعا، وهو يمهد الطريق للبحث في الاستراتيجية الدفاعية، والإفادة من كل الامكانات المتاحة لمواجهة العدوان الإسرائيلي". من جهته، شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على أن "تأليف الحكومة ضروري، ولا يهم إن كان الحوار قبل أو بعد الحكومة. وأكد في مؤتمر صحفي من دارته في طرابلس، أن "الحوار ضروري وهو سيعلن ملفا كاملا لمبادرته تحت عنوان "الحوار من أجل لبنان، لافتا إلى أن "إعلان بعبدا أقر بالتوافق".