يضع أهالي حرة ذرة 180 كيلومترا شمالي جدة أيديهم على قلوبهم خوفا من توقف بئر العين والتي تمثل مصدر مياه الشرب الوحيد، وذلك عقب تعرضها للتلوث جراء إهمالها وعدم صيانتها منذ سنوات طويلة وفقا لقولهم. وبئر العين الشهيرة والتي تقع في نطاق مركز الحرة أقصى شمال محافظة الكامل تجاوز عمرها ال 30 عاما بعد أن حفرها فاعل خير واكتشف غزارة مائها ونقاوته، فتحولت منذ ذلك الحين إلى مصدر رئيسي لشرب عشرات الآلاف من سكان محافظة الكامل ومحافظة خليص ، ولكن منذ ذلك الوقت توقفت برامج صيانتها. ويشكو الأهالي من تجاهل وزارة المياه لبئر العين مشيرين إلى أن البئر تغيرت مياهها وتحولت منذ عدة أشهر إلى مياه غير صافية بسبب دخول السيول إليها، وممارسات سائقي الصهاريج الخاطئة والذين يشغلون مواتير الشفط في وسط البئر مما يتسبب في سقوط الزيوت والمواد البترولية للبئر واختلاطها بالمياه النظيفة وتلوثها. وفي هذا السياق أوضح الشيخ سعيد بن زيدان البقيلي -شيخ قبائل بقيل بقوله -نأمل من وزارة المياه أن تتحرك سريعا لإنقاذ مصدر المياه الوحيد للمركز، وحتى لا نضطر للبحث عن المياه على مسافات تصل إلى أكثر من 100 كلم مثلما حدث عندما جفت العين قبل عدة سنوات وكاد الأهالي أن يهجروا منازلهم بسبب العطش. ويضيف، قدمنا العديد من خطابات الشكاوى للجهات المعنية وننتظر أن يتحركوا لصيانة البئر قبل أن يقع الفأس على الرأس ونخسر موردا عذبا يسقي كل من يسكن بالقرب منها. من جهته قال دخيل بن وخيضر المحمادي أحد أعيان حرة ذرة إن المخاوف تزداد بأن تتوقف بئر العين من ضخ مياه الشرب بسبب حجم التلوث الذي تعرضت له خلال السنوات الأخيرة وسط تجاهل وزارة المياه رغم المطالبات المستمرة من قبل الأهالي بضرورة التحرك. ويضيف، مشكلة البئر أن لها فتحات صغيرة في الأسفل لتمرير ليات الصهاريج ومن خلالها تدخل السيول وبرفقتها الأوساخ والأتربة ونضطر حينها إلى تركها ما يقارب الشهر حتى تعود للصفاء مرة أخرى، بالإضافة إلى مشكلة المواتير التي طرأت حديثا خصوصا مع بعض سائقي الصهاريج الأجانب الذين لا يتصرفون بشكل حكيم خلال تشغيلهم لمواتير الشفط ويتسببون في تلوث البئر. ويدعو المحمادي بضرورة تنظيف البئر بشكل عاجل ويقول: يجب أن تأتي لجنة عاجلة من وزارة المياه والزراعة لترى بنفسها ما تعرضت له البئر من تلوث بسبب غياب الصيانة، فنحن نخشى أن يتم إغلاق البئر نهائيا بسبب الإهمال ونضطر للبحث عن مصادر أخرى للمياه تبعد مايقارب ال 100 كلم على أقل تقدير عن حرة ذرة. ويرى العديد من الأهالي أن طعم المياه تغير كثيرا عن السنوات الماضية، بالإضافة إلى أن كمية المياه قلت كثيرا، فبعد أن كانت تضخ في كل وقت وحين صارت الآن لا تقوى إلا على تعبئة أربع صهاريج من نوع العادي فقط، وهذا يؤكد أن البئر تحوي العديد من الأوساخ داخلها وتحتاج إلى تحرك عاجل من قبل الجهات المعنية. وفي نفس السياق أوضح بريك العلياني عضو المجلس المحلي بمحافظة الكامل أن الآبار الحديثة التي حفرتها الوزارة قبل سنتين لا توفر مياها صالحة بالشرب، وسبق أن رأيت نتائج التحاليل التي أجراها المركز الصحي بحرة ذرة وكشفت بأنها تحوي على كميات كبيرة من الكبريتات وبالتالي لا يمكن أن تكون مناسبة للاستهلاك الآدمي. ويضيف، رفعنا أكثر من 5 مرات عبر المجلس المحلي لمحافظة الكامل مطالبات الأهالي بضرورة توفير الصيانة لبئر العين التي تمثل مصدر المياه الوحيد للمنطقة، ولكن حتى الآن لم يأت ردا مقنعا ينهي هذه المشكلة. ويستطرد، ليت وزارة المياه تستمع لشكاوانا وتبدأ على الفور أعمال الصيانة وتجهيز مضخة بعيدة عن البئر على أن تعيد بناء البئر مرة أخرى، أو تفتح المجال لفاعلي الخير أن يتبرعوا للقيام بهذه المهمة والتي تأخرت كثير لأنه منذ بناء البئر قبل ثلاثة عقود لم يتم صيانتها حتى اليوم. التلوث شائعات من جانبه قال مدير فرع وزارة المياه في محافظة الكامل رجا الله طايل السلمي إنهم رفعوا إلى فرع الوزارة الرئيسي بكل إشكاليات بئر العين وينتظرون أن يأتي الرد في القريب العاجل، مشيرا إلى أن البئر تحتاج إلى صيانة ومضخة خارجية. ونفى السلمي ورود أي بلاغ عن تلوث العين وقال: لم يردنا أي شكوى بذلك الخصوص وسيتم إرسال مفتشين لأخذ عينات والتأكد من حقيقة التلوث. واستطرد، هناك آبار حفرتها الوزارة في حرة ذرة ووضعت عليها مضخات لخدمة الأهالي وهي جاهزة للشرب.