عدم التزام المتعهد بتوفير كمية الماء المطلوبة للمنازل، وجفاف البئر القديمة، وشدة الملوحة في مياه البئر الجديدة، وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي، وارتفاع سعر صهريج المياه إلى 500 ريال، جددت جميعها معاناة أهالي مركز هدادة التابع لمنطقة نجران في الحصول على ما يلزمهم من ماء، ما هدد بنزوحهم وهجرة بيوتهم. عدد من الأهالي تحدثوا ل «عكاظ» مؤكدين أن شح المياه دعا الجميع للتفكير في الرحيل عن هدادة بعدما تفاقمت الأزمة لمدة 7 أشهر لم يتحرك خلالها ساكنا لأي من الجهات لتقف على المشكلة وتعمل على حلها، حيث أوضح ظافر آل عوض أن السكان قرروا الرحيل والنزوح خارج هدادة نظرا لشح المياه وعدم التزام المتعهد بتوفير الكمية الكاملة من الماء للمنازل، كما أن البئر التي كانت تمدهم بالمياه قد جفت، وتم حفر بئر أخرى ولكن مياهها لا تصلح للاستخدام الآدمي نظرا لشدة ملوحتها. وأكد آل عوض أن الأزمة تتفاقم يوما بعد يوم، لدرجة أن الأهالي تكبدوا خسائر كبيرة خلال الأشهر السبعة الماضية، حيث وصل سعر صهريج الماء الكبير إلى 500 ريال، وهذا المبلغ مرهق ومرتفع لعدد كبير من السكان أصحاب الدخول المتدنية والذين يعيشون على مهن الرعي وغيرها من المهن البسيطة. وشكا هادي آل العون من العطب الذي أصاب شبكة المياه التي توصلها من الخزان الكبير إلى المنازل، لافتين أن الحل يكمن في إعادة إصلاحها بشكل عاجل، لإعادة ضخ المياه إلى الخزان العالي وتوزيعها على المنازل، مؤكدا أن المنطقة يوجد بها آبار جوفية قادرة على إطفاء ظمأ الأهالي، إلا أن تعنت فرع وزارة المياه في نجران الذي يصر على عدم التحرك للنظر والوقوف على حجم المعاناة وعدم التجاوب مع نداءات السكان المتكررة وشكواهم. وناشد آل العون فرع المياه أن يرفع عدد مخصصات الأهالي من صهاريج الأمانة والمبادرة بإصلاح المواسير وتمديدات المياه المكسرة عاجلا وأن تكون في عمق بعيد عن السيول في المستقبل، حيث إنها حفرت في الماضي بعمق قريب ما أدى إلى تكسرها من جراء السيول. وفي سياق آخر اشتكى بدر آل الحارث من معاناة الأهالي من الطرق غير المعبدة، لافتا أن هناك طرقات منسية، خاصة ما يوصل للمركز الصحي، وكذلك مجمع المدارس الخاص بطلاب هدادة حيث إن الطريق الذي يربط المجمع بالمركز يمر من خلال وادي. ويؤكد آل الحارث أن الأهالي ناشدوا المسؤولين في إدارة الطرق للنظر في وضع طلاب وطالبات هداده وخصوصا مع هطول الأمطار حيث إن السيول تمنعهم من الذهاب إلى المدارس والحل هو وضع كوبري أو جسر يربط مجمع المدارس والبيوت المحاذية له بالطريق العام تجنبا لغرق الطلاب أو مرتادي هذا الطريق. ولم تقف مشكلة أهالي هدادة عند هذا الحد حيث يعانون من المركز الصحي التي تسببت في انتقال العديد من الأهالي للبحث عن العلاج والتطبب خارج هدادة سواء في مدينة نجران أو محافظة ظهران الجنوب، في ظل غياب المختبر المتكامل عن المركز الصحي، كما أن استقبال عينات الدم لا تتوفر سوى يوم واحد في الأسبوع، أما طبيب الأسنان الوحيد في المركز فيسكن في مدينة نجران ودوامه على فترتين لذلك لا يصل إلى المركز إلا وقد عانى الأمرين من مشقة السفر ذهابا وإيابا، ما ينعكس سلبا على متابعة جميع مرضى الأسنان، ما يباعد المواعيد ويطيل فترات الانتظار. من جهته أوضح ل «عكاظ» رئيس المجلس البلدي في محافظة بدر الجنوب والمراكز التابعة له ومنها مركز هدادة علي سالم آل سالم أن معاناة الأهالي مع المياه والطرق صحيحة، رغم أن لديهم مشروعا للسقيا المجانية إلا أنها غير كافية، لافتا إلى أن البلدية وضعت عددا من العبارات للطريق الموصول إلى مجمع المدارس إلا أن اعتراض بعض الأهالي أدى إلى نقل هذه العبارات إلى أسفل مركز هدادة وبالتحديد متنزه موعده.