نجران، شرورة – علي الحياني، يوسف العمري تسبب إهمال الآبار التابعة لفرع المياه في محافظة شرورة في ظل اتساع النطاق العمراني المطّرد مع زيادة عدد السكان، في استمرار أزمة المياه التي يعاني منها سكان المحافظة، الأمر الذي صاحبه ارتفاع حدة الانتقاد والضجر من قبل المواطنين الذين يعانون كثرة انقطاع المياه، ومن وعود المسؤولين التي تفتقر إلى التطبيق على أرض الواقع. مياه ملوثة «الشرق» اتجهت إلى عدد من الآبار التابعة لفرع المياه في شرورة، منها بئر سلطانة، وصوعان، والحلقة، والخزان العالي، وبئر المحطة، والفيصلية ورصدت ضعف إنتاج هذه الآبار ورداءة المضخات المستخدمة في تعبئة الصهاريج، إذ تستغرق تعبئة الواحد منها أكثر من عشرين دقيقة، كما أن بعض الآبار ليس بها سوى مضخ واحد، كما رصدت «الشرق» تلوث مياه تلك الآبار واحتوائها على نفايات وأتربة متكدسة دون أن يكون فيها فلتر لتنقية المياه المسحوبة منها. آبار مغلقة كما رصدت جولة «الشرق» إغلاق عدد من الآبار، منها بئر الفيصلية، وبئر مصلى العيد، اللذين تسلمتهما لجنة التحسين والتشييد في فرع المياه، وسلمتها اللجنة من جهتها للجمعية الخيرية لاستثمارها، ومن ثم قامت الجمعية بإغلاقها. تزاحم السكان ويزدحم أغلب سكان محافظة شرورة عند بئر «صوعان»، التي تعد البئر الوحيدة التي تعمل بشكل جيد، الأمر الذي استوجب تواجد الدوريات الأمنية، دون أن يتواجد موظف من المياه عند تلك الآبار، الأمر الذي تسبب في شيوع الفوضى بين سائقي صهاريج المياه، وتزاحم طالبي المياه من السكان، وكثرة التشاجر بينهم. أزمة مياه واستغلال دعت هذه الأزمة أصحاب صهاريج المياه إلى جلبها من الآبار القريبة من شرورة، وبيع حمولة الصهريج بأسعار وصفها السكان بالخيالية، إذ تتراوح بين 200 و400 ريال، إضافة إلى غياب لجان الرقابة والمتابعة، كما رصدت عدسة «الشرق» صهاريج يكسوها الصدأ تنقل المياه. الشبكات الجديدة وعلمت «الشرق» أن وزارة المياه تعمل على تنفيذ شبكة جديدة للمياه في بعض الأحياء، منها الروضة الشمالي، الملك عبدالله الشمالي، حي الفهد الشرقي، ورغم قرب موعد إنجازها إلا أن مشروع جلب المياه من الربع الخالي لم يتم توصيله بالشبكة، كما غاب تنفيذ شبكة للمياه عن بعض الأحياء، مثل حي صوعان الذي تم تنفيذ شبكات جديدة في الأحياء المحيطة به. المياه تنفي من جهته، نفى مدير عام المياه المهندس مصطفى آل هشلان أن تكون محافظة شرورة تعاني أزمة في المياه، مؤكدا أن آبار المحافظة صوعان، الحلقة، سلطانة، والمحطة، جميعها تعمل بشكل جيد، بعضها كأشياب وأخرى مغذية للخزان، وأضاف «نجري دراسة على بئر الملك عبد الله والخزان العالي نتيجة سقوط مواسير بها، لإيجاد حلول لهذا الإشكال ونزع المواسير وإصلاحها». ضبط ومتابعة وعن عدم تزويد الآبار بالفلاتر وتذمر المواطنين من تلوث المياه، أوضح آل هشلان أن المختصين في فرع المياه يأخذون بأخذ عينات من مشاريع المياه كل فترة للتأكد من صلاحيتها للاستخدام، مشيرا إلى أن دور الوزارة يقتصر على تشغيل الآبار الموجودة حالياً وإصلاح أي أعطال بها. وأكد المهندس آل هشلان أن الوزارة وضعت تسعيرة لحمولة صهاريج المياه حسب سعتها، وتم إشعار المحافظة بذلك لإلزام السائقين بها، مشددا على أهمية تضافر جهود الدوائر الحكومية المعنية في تطبيق ذلك، مشيرا إلى تشكيل لجنة لمنع السائقين من التلاعب في الأسعار التي جرى إلزام السائقين بتوضيحها على صهاريج التوزيع. وعن تلوث بعض الصهاريج بالصدأ، كشف عن مخاطبة جرت مع الجهات المختصة الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة في أي لجنة تشكل بهذا الخصوص «للوصول إلى نتائج جيدة». خمس آبار تعمل وأكد آل هشلان أنه تم نقل محطة مشروع جلب المياه من موقعها المفترض إلى حقل الآبار الجديد، وعن مشروع جلب المياه من الربع الخالي بكلفة 130 مليون ريال، بيّن بأن عدد الآبار الذي تم الانتهاء منها خمس آبار، وسيتم تشغيل المشروع في حال الانتهاء منه كاملا، مشيراً إلى أن جميع مشاريع المياه تشرف عليها المديرية من خلال مكاتب استشارية. البلدية أخفت المحابس واتهم آل هشلان بلدية محافظة شرورة بإخفاء محابس المياه خلال سفلتة بعض الشوارع، وأن العمل جار حالياً للبحث عن فتحات غرف التفتيش بالتنسيق مع فرع البلدية في المحافظة، مشيرا إلى أن مقاولي التشغيل والصيانة السابقين هم الذين يعرفون مواقع تلك الفتحات. البلدية تنفي من جانبه نفى رئيس بلدية محافظة شرورة فوزي آل منصور إخفاء محابس المياه خلال السفلتة، مؤكداً أن هناك مخاطبات رسمية مع المياه وكذلك الجهات المسؤولة بسبب مشروع الصرف الصحي والذي تنفذه المياه في المحافظة وما يرد البلدية من كثرة شكاوى المواطنين بسبب المشروع وكثرة الحفريات التي خلفتها المؤسسة المنفذة في الأحياء والشوارع الرئيسية والفرعية وتركها مدة طويلة دون إعادة سفلتها حسب المواصفات. فوزي آل منصور