في السنوات الأخيرة ومع انتشار الوعي والثقافة الصحية عن الأمراض المختلفة في المجتمع السعودي عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيس بوك وغيرها من المواقع الأخرى لاحظت وجود مردود جميل على مستخدمي هذه المواقع، وأصبح الان من السهل جدا التواصل مع مختص في مجال طبي معين عبر تلك المواقع على سبيل المثال وسؤاله او سؤالها عن مرض معين او حالة قريب وغير ذلك. والشيء الملفت للانتباه أيضا هو ضخ كمية مهولة من المعلومات الصحية يوميا في تلك المواقع وسرعة انتشارها وتداولها بين الناس وهذه المعلومات قد لا تكلف المتصفح لهذه المواقع الاجتماعية أكثر من كبسة زر، وهذا بحد ذاته شيء جيد وفعال جدا في ثقافة المجتمع عامة. لكن وكما ان لكل سلاح أكثر من استخدام فهناك كثير من المعلومات تستخدم عبارة «أثبتت دراسة علمية ...» وتليها معلومة طبية او تغيير سلوك وغير ذلك، وكأن استخدام تلك العبارة هو إقناع متلقى المعلومة ان ما سيذكر في تلك التغريدة او الخبر انه مثبت علميا ولا سبيل للشك فيه وأخذ المعلومة وتطبيقها دون اي استفسار او نقاش. وهذا في رأيي خطأ كبير لعدة أسباب ومنها: * ان الدراسات العلمية تختلف باختلاف قوتها من نواح عدة منها كيفية إجراء الدراسة وعدد المرضى الذين خضعوا لها والأخطاء التي صاحبت تلك الدراسة وغيرها. * معظم هذه الدراسات عملت في دول امريكا الشمالية وأوروبا واليابان وغيرها وليس بالضرورة ان ما ينطبق على المرضى في تلك الدول ينطبق على مجتمعنا. * عادة تناقش معظم هذه الدراسات من قبل لجان وأطباء مختصين بعملية معقدة قبل استخدامها لتغيير علاج مرض معين او استخدام طريقة جراحية حديثة ويتم ذلك بعد معاينة ومطابقة عدة دراسات في نفس المجال قبل إصدار تعليمات او توجيهات مستفادة من هذه الدراسات العلمية. هذه ليست دعوة الى ترك العمل بالطب المبني على البراهين او عدم استخدام النافع من هذه الدراسات العلمية وتطبيقه في حياتنا اليومية ولكن فقط هي دعوة للتأكد من كل معلومة طبية او حياتية قد تغرد بها ويستقبلها المتابع ويثق بها الثقة العمياء. وهي دعوة للأطباء وأهل الاختصاص في الاطلاع على اي دراسة ومعرفتها جيدا قبل إرساله بما فيه لعامة المجتمع واستخدام المعلومات بدقة وعناية.