أكد بروفسور غربي متخصص في امراض الجهاز الهضمي أن مرض انفلونزا الخنازير ليس بالخطورة الكبيرة التي رافقت انتشاره في العالم، واحدثت رعباً كبيراً يفوق حجم مخاطره، وقال ردا على سؤال ل(البلاد) ان اللقاحات الخاصة بهذا المرض يمكن لها ان تمنح الجسم البشري مناعة تصل الى نسبة 93% كل سنة، واضاف ان انفلونزا الخنازير اخذت اكثر من حجمها الحقيقي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي طبي عقده البروفيسور (انجل لاناس) استاذ واستشاري امراض الجهاز الهضمي والباطنة في جامعة مدريد، والذي زار السعودية مؤخرا، في اطار جولة للالتقاء بالأطباء السعوديين القطاعين الخاص والحكومي. وتأتي زيارة البروفيسور آنجل لاناس في إطار جهود طبية سعودية لاستقطاب الخبرات العالمية لزيارة المملكة بهدف توعية الاطباء حول آخر المستجدات الطبية العالمية ، وآخر التطورات على هذا الصعيد ، حيث التقى د. لاناس بعدد كبير من الأطباء والاستشاريين العاملين بمستشفيات المملكة بقطاعيها الحكومي والخاص هذا بالاضافة الى حشد من الاعلاميين والاعلاميات بهدف توعية المجتمع وتثقيفه حيث تناول البروفسور لاناس احد الموضوعات الهامة والحيوية عن المسكنات الانتقائية. وقد اشتملت محاضرته التي القاها في جدة على العديد من المحاور الرئيسية قدم فيها البروفسور لاناس معلومات مهمة جدا بالاضافة الى العديد من الامثلة عما يتعرض له الكثير من المرضى الذين يعانون من آلام معينة حيث ان أكثر من 50% من المرضى يعانون من آلام تتراوح بين المتوسطة إلى المبرحة جدا، وأكثر من 90% من هذه الحالات يتوفر لها علاج ناجع. هذه الإحصائيات صادرة عن الدول المتقدمة طبيا مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول غرب أوروبا، فما الحال إذا بدول ما يسمى العالم الثالث؟ إنها بلا شك أسوأ بكثير. غير أنه نتيجة للتقدم الطبي الكبير والمطرد علاوة على الدعم الذي تقدمه الدولة والإمكانات الجيدة المتوفرة، تمكنا من اللحاق بالركب والمنافسة في المجالات الطبية المتميزة . اذ ان قياس الفاعلية في الدراسة الاكلينيكية يهتم مباشرة بالتأثير الكيميائي للعلاج وغالباً ما تكون هذه الدراسات محكومة بقواعد علاجية قوية ومتابعة من المرضى مما يؤدي الى نسبة التزام عالية بالدواء. ولكن في الحياة اليومية هناك عوامل مختلفة تماماً قد تؤثر على هذا الالتزام كالاعراض الجانبية للدواء والتي قد تؤدي الى توقف المريض عن تناوله وبالتالي يكون هذا العلاج في الواقع اقل فاعلية وتأثير. في نفس الوقت قد يؤدي ضعف الفاعلية الاكلينيكية للدواء الى فقدان المريض للثقة في العلاج وبالتالي الى التوقف عن استخدامه وهذه احدى المشاكل الرئيسية التي تواجه المرضى عند استخدام المسكنات التقليدية. وأضاف البروفسور لاناس ان معظم الاعراض الجانبية لهذه المسكنات تتمثل في إحداث آلام في المعدة والجهاز الهضمي والقولون وهي تتراوح بين الارتجاع الحمضي الى إحداث نزيف في المعدة والقولون. وهذه الاعراض بالطبع تدفع المريض للتوقف عن العلاج وبالتالي معاودة الشعور بالالم. وفي سياق آخر تحدث البروفسور لاناس عن خطورة هذا الموضوع حيث يكبد الدولة والافراد مبالغ طائلة من أجل احتوائه والتي قد يعرض حياة بعض المرضى للخطر.