أكد أمنيون ومختصون أن العقوبات التي أعلنت ضد مخالفي أنظمة الحج ستسهم في ترجمة مفهوم صناعة الحج الحقيقي من خلال الحد من الظواهر السلبية والسلوكيات التي تؤثر على قدسية المشاعر ولا تتوافق مع شعيرة الحج. واعتبروا في أحاديثهم ل «عكاظ» أن المرحلة المقبلة تعد مرحلة توعوية قبل الانطلاقة الفعلية لموسم الحج، مطالبين كافة الجهات بتطبيق تلك العقوبات دون تساهل أو تراخ. الحد من الكثافة البشرية بداية يؤكد قائد قوة أمن الحرم المكي الشريف اللواء يحيى مساعد الزهراني أن العقوبات ستسهم في الحد من الكثافة البشرية التي تؤثر على الطائفين في المسجد الحرام وهو قرار حكيم يخدم الصالح العام، في حين تسهم هذه الحملة في التوعية من خلال احترام المكان والحدث والإنسان والنظام، وتنمي في مضامينها إحساس الحاج والمعتمر بمسؤوليته وهو يستعد لأداء الفريضة وحفزه على المبادرة لتغيير سلوكياته واستشعار دوره الإنساني المتحضر إزاء الحجاج وأداء الفريضة، مضيفا في المسجد الحرام نحتاج لخفض الكثافة البشرية ولاسيما في المطاف خلال السنوات الماضية ويمكن ذلك من خلال ضبط ومنع الحجاج غير النظاميين وتفويج الحجاج النظاميين بشكل منتظم للوصول من المشاعر المقدسة إلى المسجد الحرام فتوزيع الكثافة مطلب مهم ولهذا جاءت هذه العقوبات كواحدة من الأمور التي ستسهم في الحد من تسلل كثافة عالية إلى المشاعر المقدسة. التخلف والافتراش وتحدث مدير شرطة عسير اللواء عبدالرحمن الأحمدي بقوله إن عقوبات مخالفي الحج التي فرضت كفيلة بالقضاء على ظاهرة التخلف في الحج والافتراش ومخالفة قوانين وأنظمة المملكة التي تفرضها وتطبقها ونحن نشهد عاما بعد عام تطورا ملحوظا يقابله قلة في نسبة المخالفات في الحج. التعليمات والأنظمة ويزيد عليه مدير عام جوزات منطقة عسير اللواء رزق مسلم الحسيني بقوله إن الأنظمة والتعليمات التي تقوم عليها لجنة الحج المركزية برئاسة سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة ووزير الحج وتشرف عليها عدة جهات حكومية في كل عام صريحة وواضحة ضد كل من يخالف تعليمات وأنظمة الحج والعمرة أو تعطيل وربكة الحركة الأمنية للحجيج في كل عام. وأضاف أنه وضعت لمخالفي أنظمة تصاريح الحج عقوبات ستكون رداعة وكفيلة بالقضاء على بعض الظواهر السلبية في تخلف الحجاج والتلاعب والتزوير في التصاريح وشركات الحج وظاهرة الافتراش. تنظيم تفويج الحجاج وتصعيدهم وقال مدير عام الدفاع المدني اللواء محمد بن رافع الشهري إن وزارة الداخلية واللجان المنبثقة منها فيما يخص أنظمة الحج وشؤون الحجيج أصبحت تعمل على مدار العام للتخطيط ودراسة كل ما من شأنه إنجاح موسم الحج في كل عام ووزارة الداخلية في كافة قطاعاتها هي على رأس الهرم في تنظيم تفويج الحجاج وتصعيدهم ومتابعه المخالفين وتطبيق أقصى العقوبات الرادعة بحقهم سواء من أصحاب شركات الحملات الوهمية أو مخالفي الأنظمة والتعليمات التي يتم التحذير منها في كل عام لما لها من مساس براحة حجاج بيت الله الحرام أو تعكير الخطط الأمنية التي يتم عملها في كل عام لأجل راحة الحجاج واستتباب الأمن والأمان في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، فيما تعمل وزارة الداخلية على راحة حجاج بيت الله الحرام وتطبيق أقصى عقوبات ضد من يمس أمن وراحة الحجاج أو يتلاعب بأنظمة وتعليمات الدولة التي وضعت بهذا الخصوص سواء فيما يخص التصاريح أو الشركات الوهمية للحملات أو الافتراش. النقل العشوائي للحجاج من جهته يؤكد مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد سلمان الجميعي أن إدارته تعمل على تطبيق كافة الأنظمة تجاه كل المخالفين دون تساهل مع أحد ولاسيما خلال الأيام المقبلة وتنفيذ العقوبات التي فرضت ضد مخالفي أنظمة الحج، مضيفا سنبدأ فورا في تطبيق العقوبات ولن نتساهل مع أي مخترق للأنظمة في الحج ونهدف للمصلحة العامة من خلال التقيد بالتعليمات التي فرضتها الجهات التنظيمية على كافة المواطنين والمقيمين بما يضمن سلامة الناس وأدائهم النسك في يسر وسهولة، مشددا أن المرور سيكون أكثر حزما في تطبيق مخالفات نقل الحجاج بشكل عشوائي. يرى رئيس اللجنة الوطنية الموحدة للحج والعمرة أسامة فيلالي أن هذه الحملة التي تسبق تطبيق العقوبات ستسهم في رفع الوعي المجتمعي ضد هذه المخالفات، والحقيقة أن مخالفات الحج من افتراش ونقل عشوائي وغيرها تتسبب في مضايقة الحجاج النظاميين، لذا نحن نؤيد مثل هذه العقوبات والتي من شأنها أن ترتقي بالخدمات المقدمة وتسهم في ضبط الحج وتحقيق مفهوم صناعة الحج بما يتوافق مع رؤية لجنتي الحج العليا والمركزية والمأمول من الجهات والقطاعات المعنية بالحج تطبيق هذه العقوبات دون تراخ. الحج غير النظامي من جانبه يرى رئيس مجلس مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا المطوف طارق عنقاوي أن هذه العقوبات ستسهم في تطبيق مفهوم صناعة الحج من خلال التدابير التي اتخذتها الجهات المعنية للحد من الحج غير النظامي الذي تنامى في السنوات الأخيرة بشكل لافت، وقال لا شك إن مثل هذه العقوبات ستسهم في تغيير ثقافة عامة سادت في السنوات الأخيرة وهي الحج حتى لو لم تكن تحت مظلة رسمية، بل البعض يتناسى أن محدودية المكان التي قد لا تتسع لكافة من يرغب في الحج، لذا لا بد من التقنيين من خلال فرض عقوبات لكل مخالف وتحديد أنظمة بذلك، وبهذا يكون الحج فعلا عبادة وسلوكا حضاريا. وقال المحامي المعتمد عماد حجازي معلقا بعد إعلان هذه العقوبات ضد مخالفي أنظمة الحج والعمرة لا مجال للتراخي بل لا بد أن تكون الكلمة للنظام فقط، ولا ضير من العمل بقاعدة الجهل بالنظام لا يعفي من العقوبة، والحقيقة أن هذه الحملة التي انطلقت في عدة مواقع إلكترونية ووسائل تواصل قد بلغت القاصي والداني، لذا لا عذر لأحد بعد هذه الحملة وينبغي أن نتعاون ونتكاتف للوصول إلى حج منظم لما نراه من الظواهر السلبية في كافة أنحاء المشاعر المقدسة ولهذا جاءت هذه العقوبات كواحدة من وسائل فرض النظام. العمل الطوعي ويرى وكيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة طيبة الدكتور فهد بن مبارك الوهبي أنه يجب بحث الأطر المناسبة لتنسيق وتنظيم العمل التطوعي بين الجهات المشاركة في الحج والعمرة سواء الحكومية أو الخاصة أو الخيرية وكذلك الأفراد، وتطوير الآليات المناسبة لتنظيم وإدارة عمل المتطوعين في الحج والعمرة إلى جانب بحث الآليات المناسبة لاستقطاب وتسجيل وتدريب الراغبين في العمل التطوعي في الحج والعمرة، وكذلك مناقشة تطوير التنظيمات والآليات المناسبة لمكافأة وتشجيع وتحفيز المشاركين في الخدمات التطوعية، مؤكدا على ضرورة تمويل الخدمات التوعوية في الحج والعمرة. وفي المقابل ذكرت عضو هيئة التدريس في جامعة طيبة والمستشارة النفسية الدكتورة مها الحربي أن العمل التطوعي في الحج والعمرة يساهم في إكساب المتطوعين الكثير من الخبرات العملية، مطالبة بضرورة رعاية المتطوعين من الجنسين وتدريبهم على المهارات المتنوعة.