تواجه 71 أسرة من قاطني البناءين الخيريين (التوفيق) و(بر 9) التابعين لجمعية البر الخيرية بمكةالمكرمة، التشرد والشتات بعد أن تلقوا خطابا من الجمعية ينذرهم بإخلاء السكن خلال 30 يوما. ورصدت «عكاظ» خلال زيارتها لسكان البناءين الخيريين، معاناة السيدات والأرامل اللاتي يمثلن أكثر السكان تضررا، لا سيما أنهن تفاجأن الأربعاء الماضي بتلقي خطاب من جمعية البر يطالبهن بالإخلاء الفوري ومنحهن 30 يوما من تاريخ الخطاب، وتضمن الخطاب أن شركة الكهرباء هي الأخرى منحت الجمعية مهلة شهر قبل البدء في فصل التيار الكهربائي عن العقارين الواقعين ضمن مشاريع الإزالة. وتساءلن خلال حديثهن ل«عكاظ» كيف لنا أن نستطيع تأمين سكن بديل خلال الفترة المحددة ونحن نجد صعوبة في تأمين احتياجاتنا الأسرية اليومية، وأضفن «أنهن يتلقين مساعدات شهرية من أهل الخير والجمعية تعلم بذلك، كما أن مخصصات الضمان الاجتماعي لا تفي بمتطلبات أسعار الشقق المرتفعة، عطفا على أنهن تكبدن خسائر في إصلاح الشقق التي يقطنها وأسرهن في السكن الخيري. وأكدن أنهن تقدمن بشكوى لإمارة المنطقة، وأصدرت، من جهتها، توجيها للجمعية بعدم إخلاء المباني الخيرية قبل أن يتم تأمين سكن بديل للأسر الفقيرة يتناسب مع ظروفهن. السيدة (أم محمد) مسنة ومعاقة تعيش في شقة من حجرتين مع ابنها المريض وأسرته المكونة من ثلاثة أفراد بالإضافة إلى ابنتها المطلقة، ولا يتجاوز دخلهم المادي ألفي ريال، ولا يختلف حال (عفاف) فهي أم لست بنات جميعهن يكملن الدراسة ولا معيل لهن غير صدقات المحسنين. وطالبت الأسر القاطنة في الدور الخيرية المسؤولين في الجمعية بالنظر في أحوالهن ومساعدتهن وإيجاد حلول مناسبة لهن. من جهته، أكد رئيس جمعية البر الخيرية بمكةالمكرمة الدكتور طارق صالح جمال بأنه تفاجأ بوجود مندوبي مشروع الإزالة ومندوبي شركة الكهرباء قدموا لفصل التيار الكهربائي عن البناءين الخيريين التابعين للجمعية وهما (التوفيق، البر9) اللذان يقطنهما نحو 71 أسرة من بينهم أرامل ومطلقات وعجزة وأطفال، بالإضافة إلى 16 وحدة متكاملة لغسيل مرضى الفشل الكلوي وهي وحدة خيرية تتولى علاج أكثر 50 من مريضا بالمجان، مؤكدأ بأنه لم يتلق أي إشعار بإخلاء السكن من قبل الجهة المسؤولة عن مشاريع الإزالة ولا من شركة الكهرباء لفصل التيار الكهربائي عنهم. وأضاف جمال «أنه بعد محاولات مضنية لمنع شركة الكهرباء من فصل التيار الكهربائي عن البناءين، منح السكان فرصة شهر واحد لإخلاء السكن بالكامل، مشيرا إلى أن هذه المدة ليست كافية لإيجاد سكن بديل أو استئجار سكن يضم 71 أسرة، خاصة أن الوضع المادي لهن لا يمكنهن من الاستئجار. موضحا أن المساعدة الوحيدة التي تستطيع الجمعية تقديمها للساكنات هي المساهمة في جزء من الإيجارات فقط، بالإضافة إلى تأمين وحدة بديلة لعلاج مرضى الفشل الكلوي التي تتطلب ستة أشهر على الأقل لتجهيزها، وأشار إلى أنه توجه بخطاب لأمانة العاصمة المقدسة بشأن قرار الإزالة الذي لم يتلق أي إشعار أو إنذار عنه نهائيا وأن مدة شهر غير كافية نهائيا لإيجاد سكن بديل للقاطنات في السكن الخيري.