العديد من الأسر في المنطقة الشرقية تختار لقضاء الإجازة الصيفية المناطق الترفيهية التي تتوفر فيها وسائل الراحة ، تحديداً المسابح للهروب من سخونة الأجواء، محتمين بالمنتجعات والاستراحات التي تقدم الراحة على طبق من خدمات، تجعل الفرد يستمتع بعطلته الصيفية على أفضل وجه، غير أن غياب وسائل الأمان في بعضها ظل هاجساً يؤرق مضاجع العائلات خوفاً على أبنائهم وفلذات أكبادهم الذين يريدون ممارسة السباحة في وضع آمن حتى يتفرغ الجميع للبهجة دون قلق. وسائل الأمان عبر زوار تلك المسابح في الشرقية عن قلقهم لغياب وسائل الأمان، منبهين إلى عدم وجود مرشدين ومسعفين ليقوموا بأعمالهم حال حدوث أي شئ، أو التعريف بعمق المسبح حتى لا يصاب أحد بأذي نتيجة الاصطدام بالأرضية إذا كان العمق ليس بعيداً، خاصة وأن هذا الأمر يعد من الأساسيات ولابد من توافره في مسابح يرتادها الكثير من الناس، وأضافوا أن غياب مثل هذه الخدمات يشكل خطورة كبيرة على الجميع وينبئ بوقوع حوادث غرق للأطفال الذين لا يجيدون السباحة. «عكاظ» التقت بالعديد من رواد المسابح وخرجت منهم بإفادات مختلفة بدأها علي سعيد الغامدي، أحد سكان محافظة بقيق، والذي قال إن المنطقة الشرقية تعاني من نقص واضح في المسابح، مطالباً بزيادتها في المقام الأول حتى تغطي حاجة العائلات المتزايدة لوجود أكبر قدر منها باعتبارها من أهم وسائل الترفيه خلال ارتفاع درجات الحرارة، ثم بعد ذلك حسب قوله يتم التشديد على إخضاعها للرقابة من طرف الجهات المعنية وتزويد كافة المسابح العامة والخاصة بمعدات السلامة والصيانة الدورية مثل تغيير المياه والفلاتر والتعقيم بشكل دوري ووجود عمال إنقاذ في كل منها، ليستطيعوا التدخل في الوقت المناسب في الحالات الطارئة. عبدالله مسفر يقول إن المسابح لها خطورة كبيرة لذا يجب الحذر كونها قد تسلبنا أطفالنا إن لم يكن بالموت غرقاً فقد تكون الإعاقات كبيرة ومؤلمة كتلف الدماغ مثلاً، بالذات عند سقوط الطفل في المسبح وحصول حالة الغرق مع عدم معرفة الأهل بالإسعافات الأولية فتكون النتيجة عدم وصول الاكسجين للدماغ لفترة كبيرة وهذا يسبب تلف للدماغ فيحدث عند الطفل إعاقة مستديمة لا سمح الله في حالة نجاته من الموت، وأضاف: «يجب على الآباء معرفة أن للمسبح مسؤولية تجاه أطفالهم، لأن معرفتهم للسباحة لا يعفيهم من المراقبة ووضع الوسائل المطلوبة للسلامة لكون الآخرين من أطفال الأقارب والجيران والأصدقاء قد يسبحوا به وهم لا يعرفون السباحة وفي ذات الوقت يدخلون إلى المسبح دون النظر إلى عواقب الكارثة الوخيمة التي قد تحدث». عبدالله حسن المالكي اشار إلى أنه يلاحظ مع بداية الإجازة الصيفية أن العائلات تفضل اصطحاب أطفالها للمسابح ولكن هناك نقص في عددها خاصة العامة منها، على اعتبار أن مسابح الفنادق غير متاحة للجميع، مضيفا أن مستوى الأمان فيها متدن للغاية، حيث يغيب عنها المشرفون والمسعفون لأن غالبية مرتاديها من نزلاء الفنادق وإذا ما حصل مكروه لأحد الأطفال أو من لا يحسن السباحة فلن يجد من ينقذه لذا يعتقد أن إنشاء حدائق مائية عديدة على طراز مدينة الألعاب المائية ضروري جدا، لأن المدينة المائية عبارة عن تحفة ونقلة نوعية في مجال السياحة وتكون مجهزة بكل الأشياء المطلوبة. ويضيف علي الحربي أنه عادة لا تدرك العائلات مدى عمق المسبح ما يتطلب وضع علامات توضح ذلك حتى يطمئن الجميع على سلامتهم وسلامة أطفالهم، كما أن السؤال الذي يتردد كثيراً من طرف الجمهور الزائر لبعض المسابح يتعلق بمستوى النظافة ومدى التزام القائمين على المسبح بتصفية المياه وإزالة الأوساخ والحطام من السطح والجدران والأرضية، إضافة لتوفير مكان خاص لوضع الكراسي وأماكن لوضع اللوحات الإرشادية لمستخدمي حوض السباحة. شدد عبدالكريم الدوسري على الاهتمام بالمسابح وتزويدها بكل ما من شأنه إضفاء نوع من الراحة النفسية والأمان لدى الأسر وهذا ما تفتقده العديد من المسابح، وقال: «من الملاحظات الأخرى غياب النظافة بشكل لافت حيث إن بعض أحواض السباحة لا تتغير فيها المياه بشكل منتظم كما أن الفلاتر التي تقوم بتنقية المياه تلقائيا غير متوفرة في بعض المسابح ما يتطلب إجراء تفتيش دوري من الجهات المعنية». محسن الحارثي يقول إن الكلور يتفاعل بشكل كبير مع المواد العضوية الموجودة في الماء، ما ينتج عنه بعض المركبات الخطيرة على الإنسان مثل مركب تراي هالوميثين والذي يزيد تركيزه في مياه المسابح التي يرش ويستخدم فيها الكلور بشكل كبير حيث لا تخلو من بعض المواد العضوية مثل الجلد والشعر والعرق، كما أن الخطر يتضاعف بسبب هذه المركبات الناتجة من إضافة الكلور بشكل عشوائي غير مقنن عند دخولها إلى الجسم عن طريق ابتلاع ماء المسبح عن طريق الخطأ.