سادت الأوساط الثقافية في المملكة، طوال الفترة التي سبقت وواكبت انعقاد مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع الذي اختتم أعماله عصر أمس الأول في المدينةالمنورة، حالة من الجدل المتصاعد حيال منهجية المؤتمر وبرنامجه والمشاركين فيه والتوصيات التي خرج بها. وحول ذلك اعتبر عدد من المثقفين أن المؤتمر انحرف منذ تأسيسه عن مساره الطبيعي في تبني قضايا الأدباء إلى الأدب، لافتين إلى أن قضايا الأدباء لم تحظ بالاهتمام الكافي من النقاش في الدورة الحالية، ولم تدرج ضمن المحاور الأساسية للمؤتمر، ورأوا أن توصيات الدورة الحالية مشابهة للدورات السابقة وأن القضية تكمن في تفعيل التوصيات لا صدورها.. «عكاظ» بسطت عددا من إشكاليات مؤتمر الأدباء عليهم في الاستطلاع التالي: في البدء، قال ل«عكاظ» الناقد والكاتب الدكتور سعيد السريحي: «لا أعول كثيرا على توصيات المؤتمر، فنحن نكرر نفس التوصيات، وأكاد أذهب إلى أن توصيات الدورة الحالية ستكون تكرارا لتوصيات المؤتمر قبل 40 عاما، بل أعتقد أن توصيات الدورة الأولى للمؤتمر كانت هامة للغاية، إذ تمخض عنها إنشاء الأندية الأدبية التي قامت بدور هام في الحراك الثقافي الذي شهدته المملكة طوال هذه الفترة». وحول تقديره لمدى جدية الأدباء في طرح قضاياهم في الدورة الحالية للمؤتمر المنعقد في المدينةالمنورة، قال: «المسألة لا تعود إلى مستوى جدية أو عدم جدية الأدباء في طرح قضاياهم، وإنما تكمن في الأساس في انحراف مؤتمر الأدباء منذ تأسيسه قبل أربعين عاما عن أن يكون مؤتمرا للأدباء بحق، وتحوله إلى بحث ودراسة قضايا الأدب من خلال أوراق بحثية وفكرية، وهو على هذا الصعيد أنجز أطروحات هامة لا يمكن لأحد أن يتنكر لها، ولكن القضية أن انحراف المؤتمر منذ البداية عن مناقشة قضايا الأدباء لم يوفر الفرصة للتعاطي معها وبحثها إلى الآن». وعن مستوى الاهتمام الذي حظيت به قضايا الأدباء في الدورة الحالية للمؤتمر، ذكر أن الدورة الحالية للمؤتمر شهدت طرحا لقضايا الأدباء، لكن من خلال ندوة هامشية لم تأخذ حقها من تسليط الضوء أو الاهتمام» وأضاف: «حتى لا نغمط الأدباء حقهم هناك من اهتم منهم بمناقشة مسائل هامة مثل قضية رابطة الأدباء ومأسسة الثقافة وصندوق الأدباء، لكن على هامش المؤتمر وليس ضمن محاوره الأساسية». ومن جهتها، اعتبرت الكاتبة الدكتورة أميرة كشغري أن الأدباء السعوديين لم يكونوا جادين بالقدر الكافي في طرح قضاياهم في الدورة الحالية للمؤتمر، وقالت ل«عكاظ»: الأدباء لم يكونوا جادين في طرح قضاياهم بالمستوى المطلوب انحصر دورهم في مناقشة قضايا الأدب، والكثير منهم اتخذ من عدم طرح قضايا الأدباء ضمن المحاور الأساسية في الدورة الحالية للمؤتمر لافتة للنقد واكتفى بذلك»، مشيرة إلى أن الأدباء لم يعدموا من يطرح قضاياهم تماما، لكن ذلك اقتصر على مجموعة رابطة الأدباء»، وأضافت كشغري: « هناك نسبة جيدة من الأدباء السعوديين يتمتعون بالجدية في طرح قضاياهم وتكوين رأي عام حولها والعمل على بناء مؤسسات تتبنى هذه القضايا، وفي هذه الإطار طالبت مع آخرين بإنشاء رابطة للأدباء، غير أن المقترح ما زال قيد الدراسة لدى وزارة الثقافة والإعلام، ولم تحسم فيه برأي إلى الآن، قد تكون هناك عوائق أو مشكلات، لكن الوزارة لم توضح أي شيء». وحول توصيات المؤتمر، قالت: «من خلال استعراضي لتوصيات مؤتمر الأدباء في الدورات السابقة وكذلك توصيات هذه الدورة أستطيع التأكيد أن المؤتمر يخرج دائما بتوصيات مهمة، لكن الإشكالية التي تجابه بها هذه التوصيات تتمثل في عدم تفعيلها وتحويلها إلى برامج واقعية يستفاد منها». وحول المؤتمر وفعالياته، رأى الشاعر والكاتب في جريدة الشرق محمد الدميني في حسابة على تويتر أنه من الأفضل أن لا يختتم المؤتمر بتوصيات؛ لأنها لن تعني أحدا بعد انصراف الوفود إلى مدنهم وقراهم، مطالبا بدمج الأندية الأدبية بعد إعادة هيكلتها في جمعيات الثقافة والفنون؛ لأن الفصل يمثل عبئا كبير على الجهتين.