تفاوتت آراء الأديبات المشاركات في مؤتمر الأدباء السعوديين الذي يعقد حاليا في المدينةالمنورة حيال المشاركة النسائية في المؤتمر، فرأت البعض منهم أن المشاركات مرضية وتلبي طموحات المرأة، فيما ذهبت أخريات إلى أن محدودية العنصر النسائي المشارك جاءت مخيبة للآمال، وطالبن جميعا بحضور أقوى لقضايا الأديب في برنامج الدورة القادمة للمؤتمر، «عكاظ» بحثت معهن أبعاد مشاركة المرأة في المؤتمر ورأيهن في محاور برنامج المؤتمر لهذا العام في تفاصيل الاستطلاع التالي: من جانبها، أعربت الشاعرة والناقدة الدكتورة هند عبدالرزاق المطيري عن اعتزازها بالمشاركة في مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع، موضحة أنها تشارك في المؤتمر بنص شعري، وعن الدور الذي تلعبه المرأة في سياق المؤتمر، قالت: «الأديبة لها أدوار كثيرة، فهي جزء من المجتمع، ومن المفترض أن تمثل المجتمع والوطن وقضايا الأمة في هذه المؤتمرات»، وعبرت عن تفاؤلها بالمؤتمر وبالتوصيات التي ستتمخض عنه في تحقيق طموحات الأدباء»، معتبرة أنه من المهم أن يعنى المؤتمر بقضايا الأدباء بمثل ما يهتم بقضايا الأدب، واقترحت أن تحتل قضايا الأدباء أحد محاور مؤتمر الأدباء القادم، مشيرة إلى أن الوجود الطبيعي للأدب في ملتقيات النقد الأدبي، وشددت على ضرورة حضور الأديب في مؤتمر الأدباء عبر دراسات وأوراق تتناول قضايا الأديب بحد ذاتها كقضايا الشعراء، وكتاب الرواية والمسرح، وعن الجدل الذي أثير مؤخرا عبر موقع التواصل الاجتماعي عن عدم الرضا عن برنامج المؤتمر قالت: «من الصعب إرضاء الجميع، ولكن أخذ القليل أفضل من ترك الكل، ووزارة الثقافة تسعى جاهدة لتحقيق الكثير من الطموحات فلِم ننظر دائما للجانب السلبي ولا ننظر للجهود الجبارة التي تبذل لخدمة الأدب والأدباء». من جهتها، قالت عضوة مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي الشاعرة الدكتورة تهاني حسن عبدالمحسن الصبيحان من مدينة الخبر: «مشاركتي في المؤتمر تضيء هامتي وسأتقدم إلى الجمهور المثقف بقصيدة وطنية، حيث إنني لم أجد صفحة بيضاء أكتب لها نصي الشعري إلا الوطن الذي يختزل كل المعاني». وحول دور المرأة في المؤتمر، قالت: «المرأة تلعب دورا هاما في المؤتمر، وهذا الاهتمام محفز في حد ذاته، ونحن لسنا بصدد البحث عن سقطات للوزارة أو مهاجمتها، فوزارة الثقافة والإعلام منحت المرأة حضورا لافتا في المؤتمر، حيث تشارك ثلاث شاعرات في المؤتمر إضافة إلى 14 أخريات سيقدمن أوراق عمل، وبقى على المرأة استغلال تلك الفرص». ومن ناحيتها، رأت الكاتبة والروائية شروق الخالد أن للمرأة دورا فاعلا وأساسيا في المؤتمر كما الرجل؛ لأنه قائم بهما معا ومن أجلهما، وكلما كان الدور ضعيفا أو مقتصرا على فئة بعينها أثر ذلك تباعا على نتائج المؤتمر وبات تقليديا خاليا من الجوهر، مضيفة أنه لا يمكن الجزم بخروج المؤتمر بنتائج مهمة، وقالت: «ستناقش أفكار كثيرة خلال المؤتمر أو على هامشه، لكنها سرعان ما ستخبو وتموت لأنها لم تتابع بالعمل والتطوير الفعلي». بدورها، اعتبرت الإعلامية والكاتبة في صحيفة اليوم زينب الخضيري أن الدور الذي تلعبه المرأة في المؤتمر لا يجب أن يحصر في دور بعينه، وقالت: «ويجب أن نرتقي بالذائقة الفنية والصورة والكلمة» وأعربت عن خيبة أملها في محدودية مشاركة العنصر النسائي، مشيرة إلى أهمية تواجد العنصر النسائي من كافة الأعمار وضرورة توافر نقاد يتحدثون عن حالة حقول الأدب الحالية والمدى الذي وصلت إليه.