حفل مؤتمر الأدباء الذي عقد في المدينةالمنورة و اختتم فعالياته الخميس الماضي بحضور الكثير من أدباء المملكة ورواد الحركة الأدبية فيها . وقدموا أوراق عمل وأبحاثا تخص الأدب السعودي بشكل عام . فهل طرح في هذه الأوراق ما هو مأمول طرحه بما يخص الأدب السعودي من قضايا ؟؟ أو أغفل المؤتمر شيئا من قضايا الأدب الميدانية . وهل كان عنوان المؤتمر متوافقا مع اسمه»مؤتمر الأدباء»هذا ما ستناقشه السطور القادمة . ورش عمل الناقد محمد الحرز في اجابته عن تساؤلات « الجسر الثقافي» قال: تحت عنوان الأدب السعودي وتفاعلاته انتظمت فعاليات مؤتمر الأدباء الرابع الذي أقيم في المدينةالمنورة . هذه الفعاليات والمحاور كانت أوراقها مطروحة للمناقشة والحوار ، البعض منها لم يرق إلى مستوى يؤهلها ؛ كي تكون ضمن أوراق المحاور المطروحة ، بسبب طابعها الإنشائي الذي لا يلامس إشكاليات الأدب السعودي ضمن إطار هذا المحور أو ذاك . أو بسبب خروج بعض الأوراق عن مسار المحور المحدد لها . ناهيك عن أن بعضها اتكأ على رؤية ذاتية وهموم في تحليله للأدب التفاعلي دون أن يبلور ذلك في إطار يمكنه من تحديد أزمة النص التفاعلي مع الأدب السعودي تحديدا دقيقا . بالمقابل هناك أوراق كانت جديرة بالنقاش ، وكانت إضاءتها تفتح الطريق ، لإضفاء المزيد من التوصيات على تلك التي جاءت في نهاية المؤتمر . كم كنت أتمنى أن تتحول الندوات إلى ورش عمل حيث تكون أكثر جدوى وقدرة على استخلاص ما في الأوراق من رؤى وتطلعات تعكس تماما أزمة الأدب السعودي . أخيرا لابد أن تكون الجهود التي بذلها الأصدقاء في الوزارة محل تقدير واعتزاز مهما كان هناك من سلبيات . لكنهم قدموا وسعوا كي يخدموا الأدب السعودي بما يحقق له التطور والازدهار. رواد الأدب فيما يقول الاديب زيد الفضيل : أولا أنا أشجع مثل هذه المؤتمرات وأشكر وزارة الثقافة والإعلام على تنظيمها ، لكن في ذات الوقت أتمنى أن تتسع الساحة لكل الأدباء الذين كان لهم حضور بارز في المشهد الثقافي السعودي كون المؤتمر يعقد كل سنتين فمن حقهم أن يكونوا حاضرين في مثل هذا المؤتمر مع عدم إغفال وجود الشباب بشكل واضح فالمكان يتسع للجميع ، فمن المهم أن يكون الحضور في هذا المحفل لكل الأجيال حتى تكون هذه المؤتمرات مؤسسة للتواصل والبناء المعرفي ، والبناء المعرفي لا يحصل إلا بوجود جميع الأجيال ، كما أؤكد على أهمية حضور جيل الرواد من الأدباء لتتبلور فكرة البناء المعرفي التي تحدثت عنها فعلى سبيل المثال لو حضر الأستاذ عبد الفتاح بو مدين لكانت فرصة لجميع الشباب أن يستمعوا لتجربة الحركة الأدبية والثقافية في المملكة في بدايات نشأتها ، كما أتمنى أن يحظى رواد الأدب والثقافة بالحق الكافي في طرح أوراقهم مع عدم تجاهل غيرها من الأوراق الأخرى ، وكوننا من الصعب أحيانا أن نوازي بين مثقف له تجربة ثرية وله تاريخه ونوازيه في جلسة عمل مع آخرين من الكتاب الشباب، و أخيرا أرى أن المؤتمر ليس مجرد حشد للأوراق أو مكان لإلقاء الكلمات يجب أن يكون ورشة عمل متخصصة يتم من خلالها انتقاء عدد من الدراسات للراغبين بالمشاركة تفرد لهم أوقاتهم الخاصة . كان من المفترض أن يكون هناك تقاطع بين فعاليات المؤتمر وبين وجوده في المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام وهو ما لم نجد له انعكاسا على الفعاليات ولو على مستوى عرض فيلم وثائقي لتعريف ضيوف المؤتمر من خارج الوطن بأهمية المعالم التاريخية والمراكز الثقافية في المدينةالمنورة.
القراءة الجديدة ويرى الدكتور منصور الحازمي أننا في أمس الحاجة للقراءة الجديدة لأننا أصبحنا فعلا نشعر بالغربة غربة القراءة والفضاء ، و يرى بأنها أصبحت فعلا خطيرة بالنسبة لمجتمعنا ، ولهذا من الضروري أن تناقش قضايا مهمة ومعينة ومشتغل عليها و مأخوذة من نفس المجتمع سواء كان محليا أو عربيا أو حتى عالميا هنا في رأيه تكمن القضية .. لهذا أوصي بألا يكون المؤتمر مجرد أبحاث ، يجب أن تكون هناك قضايا على المستوى المحلي والعربي و حتى العالمي ، كذلك يدعو أن يكون المؤتمر كل أربع سنوات وليس سنتين كون فترة السنتين مبكرة جدا ، لتكون هناك مدة زمنية معقولة لبلورة أشياء كثيرة جدا وتكون قضايا جوهرية تهم الأدب والأدباء وتعكس همومهم وقضاياهم . أربع سنوات ويقول الدكتور فاروق بنجر :بداية أريد أن أقول إننا سعيدون جدا كأدباء ومثقفين بوجود هذا المؤتمر في المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية ، وأتمنى أن يكون المؤتمر كل أربع سنوات لكي يكون ثمة امتداد لزمن لاستيعاب أي متغير جديد خلال أربع سنوات ولا يكون متعجلا ، أن يكون المؤتمر يبرمج له للقضايا الكبرى الأدبية والثقافية والاجتماعية، وأن يتجه إلى ما يتعلق بالتنمية الثقافية دون أن يكون مؤتمرا بحتا في الفنون الأدبية والإبداع الأدبي ويؤدي إلى حركة أدبية ذات فضاء واسع بمعنى أن يتم استقطاب كبار الاساتذة والباحثين لإعداد أبحاث كبيرة تتعلق بالأدب حتى لا تكون المشاركات مكررة وضعيفة ومرتجلة ، كما أتمنى من ضمن التوصيات اخراج مشروع رابطة الأدباء والكتاب السعوديين للوجود . المدينةالمنورة وترى القاصة شمس علي أنه من المؤسف حقا أن يشار لحقوق الأدباء في عجالة وبشكل خاطف في جلسة واحدة قصيرة ما يعطي انعكاسا أن تحقيق هذه المطالب على أرض الواقع ميؤوس منه . مع ملاحظة أن المؤتمر عقد باسم الأدباء وهو لم يعط مناقشة حقوقهم الحيز الزمني المطلوب وكان الأصح تسميته على هذا الأساس باسم مؤتمر الأدب لا الأدباء. كما أن من المؤسف أيضا أن بعض الأوراق المقدمة في المؤتمر كانت سطحية في طرح الفكرة التي تناقشها ولم تتضمن جديدا. كما أن الأوراق أصيبت بتكرار الطرح والرتابة مع ملاحظة أنها موجهة لشريحة نوعية نخبوية فكان يفترض أن ترقى الأوراق لمستواهم وهذا ما لم يحدث في أغلب الأوراق مع الأسف. وكان من المفترض أن يكون هناك تقاطع بين فعاليات المؤتمر وبين وجوده في المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام وهو ما لم نجد له انعكاسا على الفعاليات ولو على مستوى عرض فلم وثائقي لتعريف ضيوف المؤتمر من خارج الوطن بأهمية المعالم التاريخية والمراكز الثقافية في المدينةالمنورة. عنوان المؤتمر الدكتور عبدالعزيز الطلحي يرى أن المؤتمر جيد على مستوى التنظيم وأن ثمة انسجاما بين المحاور وعنوان المؤتمر، لكن الخلاف هو في أجنسة الأشكال الأدبية الرقمية كما أشار بعض النقاد الى أن اللغة لم تعد المحورالأول، وأن الصورة والصوت أصبحا الحاضر الأول، ولكن في ظني أن اللغة ستبقى الجذر الرئيس ويقيم أي نص إبداعي سواء سميناه نصوصا أو استطعنا أن نخترع لها أي اسم يليق بها. للشعر أو السرد الأوراق مناسبة للعنوان، والتداخل كان مثريا وفتح الكثير من الآفاق حول الأوراق التي قدمت، وستسهم في التفكير فيما قيل بعد المؤتمر، فهو كلام يحتاج إلى الكثير من المراجعات. وحول مطابقة عنوان المؤتمر للمضمون يقول الطلحي لا مشاحة في الاصطلاح، إن سميته مؤتمر أدباء وناقشت أدبهم، ولكن حقوقهم متداولة وتمت مناقشتها كثيرا. لو تكلموا حول حقوقهم، فهي تحتاج إلى أوراق أقل، ولكن حين تقول مؤتمر أدباء فمن الأهم والأولى أن تناقش منتجهم، الإبداع لا يخرج من رحم الرغد، والأحرى أن يخرج من رحم المعاناة. لا نقول إنه لابد أن يعاني الأديب، وبالتأكيد هو له همومه التي يعاني منها أي إنسان ومواطن،ويمكن مناقشتها في جلسات أقل من مؤتمر، وهي جزء من مسؤوليات الوزارة، بصرف النظر عن هذه الرعاية وضرورة بقائها أو رفع يد الوزارة، ولكن لو رفعت يدها فلن يقوم بهذه الرعاية أحد وهو جهد مشكور منها.