تشير النتائج الأولية للبحوث التي أجراها بعض الخبراء والعلماء إلى أن تركيب الأحماض الأمينية في حليب الإبل أو «النوق»، يشبه إلى حد كبير في تركيبها هرمون الأنسولين، وأن نسبة الدهن في لحوم الإبل قليلة وفقيرة بالأحماض الأمينية المشبعة، ولهذا فإن من مزايا لحوم الأبل أنها تقلل من الإصابة بأمراض القلب عند الإنسان، في حين تصل نسبة «الكازين» إلى 70 في المائة من البروتين في ألبان الأبل، الأمر الذي يجعله سهل الهضم والامتصاص مقارنة بحليب الأبقار الذي تصل النسبة فيه إلى 80 في المائة، كما ينصح بحليب الإبل لمرضى الربو، السكري، قرح الجهاز الهضمي، العجز الجنسي وغيره من الأمراض المزمنة، كما يطيل حليب النوق الشعر. كشف ل «عكاظ الأسبوعي» مربي الإبل المعروف في محافظة صبيا يحيى البارقي، أن لحليب الإبل فوائد كثيرة، فهو يعزز الطاقة الجنسية، وغني بفيتاميني (أ) و(د) وأيضا له فوائد في علاج السكر والضغط، وقال: «بول الناقة -أعزكم الله- له فوائد ومنافع كثيرة لمن يعاني من السحر والشعوذة، إلى جانب أنه ينعم ويطيل الشعر ويحميه من التساقط». وأضاف: «يشعر كل من يشرب حليب النوق بارتخاء الأعصاب والنعاس لفترة قصيرة، يعقبه نشاط وقوة عجيبة، كما يعمل على تنظيف البطن من الأدران»، مشيرا إلى أنه يربي أكثر من 100 رأس من الإبل في صبيا منذ أكثر من عام، وينفق عليها شهريا 18 ألف ريال بواقع 4500 ريال أسبوعيا، مشيرا إلى أنها هواية ورثها عن أجداده منذ سنوات طويلة وهدفه ليس التجارة بل زيادة أعدادها وتكاثرها. وقال: «يوجد لدي أربعة فحول من الجمال لتلقيح الإناث، ومكانها يبعد عن موقع وجود الإبل ب200 كيلومتر لكي لا تختلط بها إلا وقت التكاثر، ويتم نقل الناقة إلى الفحول في عبر شاحنة وهذا يستلزم وضع ترتيبات سلامة مكلفة، حيث تقدر تكلفة نقل الناقة إلى الفحل نحو 700 ريال، ويستغرق من الوقت ثماني ساعات تقريبا». وذكر وكيل صاحب الإبل الحسين البارقي، أن هدفهم من تربية الإبل ليس التجارة والتربح فقط، بل لإشباع الهواية باعتبارها موروثا من الأجداد عبر تكاثرها، وأن ما يجنيه المربي يصرف جله في متطلباتها مثل المياه والشعير وغيرهما، كما تحدث البارقي عن خصائص الإبل وفوائدها، قائلا «الناقة لا تدر الحليب إلا حينما يكون مولودها بالقرب منها للرضاعة، عندها يتم الحلب من الجهة الأخرى وبدون المولود لا يمكن الحصول على حليب النوق إطلاقا»، وتابع: «نحتفظ بجلد المولود المتوفى وحينما نريد حلبها نجعلها تشتم الجلد فتدر الحليب، وهذه من عجائب الله، وبدون جلد للمولود المتوفى لا نستطيع حتى الاقتراب منها، كما أن الإبل شديدة الحب والوفاء لصاحبها إن لمست ذلك منه، وشديدة الكراهية والحقد إن آذاها». وزاد: «يقضي حليب النوق قضاء تاما على مرض هشاشة العظام بمشيئة الله، كما أن رغوة الحليب تستخدم لعلاج زيادة الحيوانات المنوية للرجل إذا تم وضع رغوة حليب الإبل البكر على بعض حبات التمر من نوع (العجوة) يكون العلاج بعون الله فعالا ومفيدا». وختم بالقول: «لدي نوعان من الإبل (الأرايك) المشهورة بلونها الأبيض، وحليبها اللذيذ جدا والمفيد، و(السواحلي) المتميزة بألوانها البنية الغامقة». مشيرا الى ان أسعارها ما بين مليون ريال إلى 500 ألف ريال أقلها سعرا. من جانبه، ذكر علي عسيري احد ملاك الإبل السابقين، أنه كان يهوى تربية الابل منذ الصغر، ولكنه اعتزل ممارسة هذه الهواية في الوقت الحاضر مكتفيا بمتعة المشاهدة، نظرا لارتفاع الأسعار المبالغ فيه، وقال «من يشتري الإبل بأسعار فلكية بهدف التباهي قد يعود بالضرر على هواة تربية الإبل وعلى الإبل نفسها، فمع ارتفاع أسعارها قد يهمل جانب تربيتها والاعتناء بها». من جهته، بين ل«عكاظ» المواطن يحيى عسيري، أنه اعتاد على شرب حليب الإبل الطازج لما لمسه شخصيا من فائدة وقال «حليب الإبل ينظف بفضل الله البطن من الآلام، ويشعر شاربه بنشاط جسدي».