هل باتت الضربة الأمريكية ضد النظام السوري قريبة بعد ترجيح استخدامه للسلاح الكيماوي في الغوطة؟ وإذا حدثت الضربة فكيف ستكون؟ وما هو هدفها النهائي ردع النظام أم إسقاطه؟ توقع خبراء عسكريون لبنانيون أمس (الاثنين) في تصريحات أدلوا بها ل «عكاظ» تنفيذ الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية أمريكية نوعية على سورية تردع بها الأسد عن استخدام السلاح الكيماوي وارتكاب المجازر بحق شعبه، معتبرين أن الضربة لن تكون على الأرض إنما ستكتفي بالقصف الصاروخي والجوي. فمن جهته، رجح العميد اللبناني المتقاعد بول فارس ل «عكاظ» وقوع ضربة أمريكية عسكرية على الأراضي السورية، حيث إن التحضيرات على الأرض تدل على ذلك، إلا أن أي قرار لم يصدر بعد بهذا الخصوص، وبالتالي فإن الحشد الحاصل والاجتماعات العسكرية تشير إلى احتمال وقوع ضربة عسكرية نوعية تردع بشار الأسد عن الإجرام الذي يرتكبه بحق شعبه وأرضه. كما أشار العميد فارس إلى أن الضربة لن تتضمن تدخل الجيوش البرية الأمريكية على الأرض إنما بواسطة القصف الجوي كالطيران والصواريخ. وختم ل «عكاظ» أن هذه الضربة لن تسقط نظام بشار الأسد إنما ستؤدي إلى ردعه عن استخدام الأسلحة الكيماوية وارتكاب المجازر بحق الشعب السوري عبر قصف مراكز الطيران السوري مما يؤدي بدوره إلى توازن القوى المتواجهة على الأرض السورية وتشديد سيطرة المعارضة على المناطق الشمالية والحدودية. بدوره أشار العميد نزار عبد القادر ل «عكاظ» أن الأمور تبدو في دور الإعداد الأولي لحرب نوعية عسكرية أمريكية على سورية، مشيرا إلى الاجتماعات العسكرية وحشد أربع مدمرات شرق المتوسط مقابل سورية. وأضاف «ثمة مبدأ استراتيجي في الحروب يقول الحشد دائما يؤدي إلى الحرب، مما يشير إلى تبدل في الموقف الأمريكي والموقف الغربي تجاه التهديد بضربة عسكرية، معتبرا أن الوقت مبكر لهذه العملية والحديث عنها فالعمليات العسكرية ليست فقط للاقتصاص من النظام السوري بسبب استعماله للسلاح الكيماوي، إذ يجب أن تكون لها أهداف سياسية». وعن الهدف من الضربة الأمريكية على سورية أوضح العميد عبدالقادر أن الهدف السياسي هو إما تحقيق مؤتمر جنيف 2 أو إسقاط النظام حيث يطرح هنا السؤال ففي حال أسقط النظام في هذه الضربة فما البديل، مشيرا إلى أن الهدف سياسي وأن العملية العسكرية أساسها عملية سياسية إنما بطرق ومعدات أخرى. وختم ل «عكاظ» أنه ثمة مروحة واسعة من الخيارات التي تعتمد عليها الضربة العسكرية وهي ترتبط بنوعية الهدف حيث إن الظروف لم تتوافر بعد لتحقيق جنيف لأن الطرفين يرفضان المؤتمر وكذلك بسبب التحفظات الإقليمية والدولية، فالضربة بعيدة وأن مؤتمر جنيف لن يعقد قبل ربيع أو صيف 2014.