أكد قائد المجلس العسكري الثوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) العقيد أحمد فهد النعمة أن العالم أدرك بعد عامين ونصف حقيقة نظام بشار الأسد، مبديا أسفه على أن اليقظة جاءت على دماء نحو 150 ألف شهيد .. وآخرهم شهداء مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق. وفي حوار خاص مع «عكاظ» قال النعمة إن الجيش السوري الحر يستطيع إكمال المهمة بعد توجيه ضربات لمواقع تابعة للنظام مشيرا إلى أن النظام اعتمد على سلاح الطيران والسلاح الاستراتيجي في ضرب المدن والمناطق السورية فيما لم يكن أمام الثوار سوى أسلحة خفيفة ومتوسطة للدفاع عن أنفسهم وعن المدنيين. وحول تطورات الوضع وحقيقة ما يجري على الأرض وما إذا كان المجلس العسكري وكتائبه وألويته تلقت تعليمات بوجود عمل عسكري داخل الأراضي السورية من قبل جهات غربية أو إقليمية قال النعمة إن مؤشرات الضربة بدت واضحة ونحن بطبيعة الحال نتعامل مع المؤشرات بجدية وقمنا برفع مستوى التأهب والجاهزية على اعتبار أن معركتنا الأساسية لإسقاط النظام ستكون في دمشق. وفيما يتعلق بالمدة الزمنية المتوقعة لتلك المعركة وتحرير باقي مناطق الجنوب أكد رئيس المجلس العسكري في درعا أن مقاتي الجيش الحر قادرون على تحقيق انتصارات عريضة على الأرض إذا تم تجنيب سلاح الطيران وكذلك الأسلحة الكيماوية التي بات يستخدمها الأسد دون رادع ضد المدنيين، مشيرا في الوقت نفسيه إلى ضرورة تسليح الجيش الحر وإلى أن الائتلاف تلقى وعودا بالحصول على أسلحة استراتيجية وأهمها الصواريخ الحرارية المضادة للدروع وأسلحة الدفاع الجوي، وأضاف.. إذا التزمت الدول الصديقة والشقيقة بهذه الوعود فإن وصول الجيش الحر إلى دمشق لن يستغرق أياما . وفيما يخص التوقيت نفى النعمة أن يكون الجيش الحر قد تبلغ بموعد محدد إلا أنه أكد أن جميع المؤشرات تدل على قرب الموعد وأن هناك ما يرصده الجيش الحر من تحركات لقوات النظام وتحضيرات على المستوى الدولي. وحول موضوع الجيش الوطني أشار رئيس المجلس العسكري بدرعا إلى أن الائتلاف الوطني السوري بدأ بتأسيس جيش وطني مكون من 6 آلاف مقاتل سيتم تدريبهم وتسليحهم كنواة للجيش السوري لما بعد سقوط النظام. مؤكدا أن هذا الجيش سيكون جيشا وطنيا لجميع الضباط والعسكريين المنشقين عن جيش النظام دون تمييز. وأن المجلس العسكري في درعا سيكون جزءا من الجيش الوطني وأن هناك ترتيبات تجري على هذا الصعيد. وحول التسريبات بشأن تسلم العميد المنشق مناف طلاس قيادة هذا الجيش وموقفه من هذه التسريبات قال النعمة إنه لا مشكلة في اسم الشخص الذي سيتسلم هذا الجيش طالما أن قيادة أركان الجيش الحر والائتلاف هي التي اختارته. وتابع: سنكون ملتزمين بأي قرار يصدر عن رئيس الأركان والائتلاف وقيادته وسنعمل تحت مظلة وطنية جامعة. وفي رده على سؤال حول المخاوف من أن يكون هذا الجيش الذي تحدث عنه رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا مؤخرا شبيها ب «الصحوات» التي تم تشكيلها في العراق لمحاربة القوى المتشددة .. قال العقيد النعمة إن الجيش المنوي تشكيله هو نواة جيش سورية الوطني ولا مجال للمقارنة مع الصحوات أو أي قوة تم تشكيها أو تصنيعا لأهداف معينة. وحول موضوع المجموعات المتشددة العاملة على الأرض قال العقيد النعمة إن مثل تلك المجموعات إن وجدت فقد تم تضخيمها إعلاميا مؤكدا في الوقت ذاتة أن منطقة حوران ومحافظة درعا على وجه الخصوص لا تحتوي على عناصر متشددة وذلك راجع إلى طبيعة المنطقة ومستوى الوعي لدى الأهالي وارتفاع نسبة التعليم إضافة إلى أن سكان المنطقة يتميزون بالإسلام المعتدل ولا يمكن أن تشكل المنطقة بيئة حاضنة لأي مجموعات متشددة. وتابع النعمة قائلا: حتى إن وجد بعض الأشخاص فإن نشاطهم محدود والدلالة هي أننا وخلال الأشهر الستة الأخيرة لم نشهد أي عمل لتلك المجموعات وجميع المعارك والعمليات العسكرية تتم من قبل الجيش الحر وبإشراف وتخطيط من قبل المجلس العسكري. ونوه العقيد النعمة إلى أن الكثير من المجموعات الإرهابية التي تمارس نشاطا على الأرض تم تصنيعها في أقبية مخابرات نظام الأسد بالتنسيق مع استخبارات الدول الداعمة له بهدف تشويه صورة الثورة والجيش الحر، وأضاف أن تلك المجموعات تقوم بعمليات تصفية لشخصيات وطنية وبث صور لإعدامات بهدف كسب تعاطف الإعلام الغربي والتأثير على الرأي العام العالمي وهو الأمر الذي تعرفه حكومات الغرب إلا أنها لا تستطيع السيطرة على إعلامها. وفيما يتعلق بوجود فصائل للجيش الحر قد تمانع الانضمام إلى الجيش الوطني المقرر تشكيله قال النعمة: لا أعتقد أن هناك من يعمل على الأرض خارج إطار المجلس العسكري وإن وجد أشخاص ضمن مجموعات فلن نتردد في الحوار معهم خصوصا وأن الهدف وطني خالص، ولا مبرر لأي جهة في رفض الانخراط في هذا الجيش خصوصا وأن سيؤمن التسليح والعمل المنظم وضمان مستقبل وحقوق أسرة أي ضابط أو عسكري ينضم إلى هذا الجيش. وعلى صعيد الوضع الميداني سألت «عكاظ» العقيد النعمة حول الأهمية الاستراتيجية لمحافظة درعا في إسقاط النظام فأجاب قائلا: درعا هي البوابة الجنوبيةلدمشق ولاشك بأنها تشكل أهمية استراتيجية في معركة دمشق المقبلة والتي ستكون الفاصلة لإسقاط النظام. وحول السلاح الذي وصل إلى الجيش الحر مؤخرا أكد النعمة أن كل ما تلقاه الجيش الحر هو مجرد معدات لوجستية مثل الستر الواقية وأجهزة الاتصال وهي ليست أسلحة نوعية مشيرا إلى أن سلاحا لم يدخل بعد إلى الأراضي السورية خصوصا في المنطقة الجنوبية. وأشار العقيد النعمة في الوقت نفسه إلى أن كل السلاح المستخدم من قبل الجيش الحر في المعارك هو سلاح تم استرداده والحصول عليه من مستودعات النظام وقطعه العسكري . وردا على سوؤال حول وجود عناصر أجنبية تقاتل إلى جانب قوات النظام قال العقيد النعمة: رصدنا وجود عناصر من ميليشيا تابعة لحزب الله وإيران في مدينة بصرى الشام وعلى نطاق أضيق في مدينة درعا، مؤكدا أن تلك المليشيات لم تمنع الجيش الحر من التقدم إلا أنها ترفع في الكلف العسكرية وتؤخر تنفيذ بعض الخطط. وفي رده على تهم تتعلق بارتهان الجيش الحر لبعض الهواجس من قبل أطراف إقليمية.. نفى النعمة أن يكون الجيش الحر وقيادته مرتهنا لأي أجندات مشيرا في الوقت ذاته أن الجيش الحر يقاتل بعقيدة وطنية صرفة ويراعي في ذات الوقت هواجس بعض الدول التي تخشى حصول متطرفين على أسلحة نوعية في حال تزويد الجيش الحر بها. وأكد النعمة أن الجيش الحر حريص على محاصرة كل ظاهرة غريبة عن أخلاق السوريين وعن الأهداف الوطنية للثورة وهو لن يتردد في تبديد الهواجس من وصل الأسلحة إلى جماعات إرهابية كما أنه حريص على محاصرة العناصرالشاذة.